الجواب:
نعم، علم الله موسى. ولكن هذا العلم لم يكن بالمعنى المطلق، أي أن الله لم يعلّم موسى كل شيء. بل كان علم الله لموسى من خلال الخضر، الذي كان عبدًا صالحًا من عباد الله، وكان أعلم من موسى ببعض الأمور.
وقد جاءت قصة علم الله لموسى في سورة الكهف، حيث قال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حِقْبًا} (الكهف: 60)
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} (الكهف: 61)
{فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} (الكهف: 62)
{قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} (الكهف: 63)
{قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} (الكهف: 64)
{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} (الكهف: 65)
من هذه الآيات يتضح أن موسى كان على علم ببعض الأمور، مثل أن الله تعالى هو خالق كل شيء، وأن الله تعالى هو الذي أنزل التوراة على موسى، وأن الله تعالى هو القادر على كل شيء. ولكن موسى كان ينقصه بعض العلم في أمور أخرى، مثل علم الغيب، وعلم الحكمة، وعلم النبوة.
لذلك، أراد الله تعالى أن يعلّم موسى بعضًا من هذه الأمور، فبعث إليه الخضر، الذي كان عبدًا صالحًا من عباد الله، وكان أعلم من موسى في بعض الأمور.
وقد تعلم موسى من الخضر العديد من الأمور، مثل:
- علم الغيب: فقد علم الخضر موسى أن الله تعالى قادر على أن يخبر الخضر بما سيحدث في المستقبل.
- علم الحكمة: فقد علم الخضر موسى الحكمة في التصرفات، وكيف يتعامل مع الناس والمواقف المختلفة.
- علم النبوة: فقد علم الخضر موسى بعضًا من أسرار النبوة، وكيف يكون نبيًا صالحًا.
وهكذا، فقد علم الله موسى من خلال الخضر، وزاد موسى من علمه وحكمته.