قصيدة عبدة بن الطبيب بن عمرو، وهي من أجمل قصائد المفضليات، هي قصيدة رثاء يخاطب فيها الشاعر ابنه، ويوصيه بالخير، ويذكره بأخلاقه الحميدة، وحسن سيرته، ويدعو له بالتوفيق في حياته.
تبدأ القصيدة ببيتين يعبر الشاعر فيهما عن كبر سنه، وضعف بصره، وخوفه من الموت، فيقول:
أبني إني قد كبرت ورابني بصري، وفِيَّ لِمُصْلِحٍ مُسْتَمْتَعُ
فَتَعَلَّمْ مِنِّي أَدَبَكَ وَحِلْماً وَتَجَاوَزْ عَنْ جَاهِلٍ مُسْتَخْلِفِ
في الأبيات التالية، يوصي الشاعر ابنه بالأخلاق الحميدة، مثل الحلم، والصبر، والتواضع، والكرم، والعدل، فيقول:
وَكُنْ عَلَى دِينِكَ مُتَمَسِّكًا وَلا تَجْعَلْ لِلْخَوْفِ مِنْكَ مَتَّسِعًا
وَكُنْ عَلَى الْعَدْلِ مُتَحَرِّزًا وَلا تَجْعَلْ لِلظُّلْمِ مِنْكَ مَتَّسِعًا
وَكُنْ عَلَى الْكَرَمِ مُتَوَاصِلًا وَلا تَجْعَلْ لِلْبُخْلِ مِنْكَ مَتَّسِعًا
وَكُنْ عَلَى الْعَدْلِ مُتَحَرِّزًا وَلا تَجْعَلْ لِلظُّلْمِ مِنْكَ مَتَّسِعًا
ثم يوصيه بالجود، والكرم، والسخاء، والإحسان إلى الناس، فيقول:
وَكُنْ جَوَادًا مُتَسَامِحًا وَلا تَجْعَلْ لِلْبُخْلِ مِنْكَ مَتَّسِعًا
وَكُنْ سَخِيًّا مُتَعَطِّفًا وَلا تَجْعَلْ لِلْقَتْلِ مِنْكَ مَتَّسِعًا
وَكُنْ مُحْسِنًا مُتَوَاصِلًا وَلا تَجْعَلْ لِلْمَعْصِيَةِ مِنْكَ مَتَّسِعًا
وفي الختام، يدعو الشاعر الله تعالى أن يحفظ ابنه، ويوفقه في حياته، فيقول:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ
اللَّهُمَّ احْفَظْ ابْنِي وَوَفِّقْهُ لِلْخَيْرِ وَالْبِرِّ
قصيدة عبدة بن الطبيب بن عمرو هي قصيدة بليغة، رائعة المعنى، جميلة الأسلوب، وقد حظيت باهتمام النقاد والشعراء على مر العصور، وهي من أشهر قصائد المفضليات.