تحليل للبنى في حكاية كليلة ودمنة أولي ثناوي
تتميز حكاية كليلة ودمنة بتنوع البنى التي تتشكل منها، والتي تساهم في بناء طابعها الخاص وتحقيق أهدافها الفنية والتربوية. ومن أهم هذه البنى:
البنية السردية
تعتمد حكاية كليلة ودمنة على البنية السردية، حيث تروي مجموعة من الحكايات القصيرة التي ترتبط ببعضها البعض من خلال شخصية كليلة ودمنة، وهما اثنان من الحيوانات الحكيمة التي تروي الحكايات للملك دبشليم.
وتبدأ الحكاية بمقدمة تتضمن عرضاً موجزاً للحكايات التي سيرويها كليلة ودمنة للملك، ثم تنتقل إلى سرد الحكايات نفسها، والتي تتنوع موضوعاتها وشخصياتها، وتنتهي الحكاية بخاتمة تتضمن حكمة أو عبرة من الحكايات التي رويت.
وتتميز البنية السردية في حكاية كليلة ودمنة بالعديد من الخصائص الفنية، منها:
- التشويق والإثارة: حيث تحرص الحكاية على إبقاء القارئ في حالة من التشويق والإثارة، وذلك من خلال عنصر الغموض الذي يحيط بالعديد من الحكايات، أو من خلال الأحداث المفاجئة التي تقع في الحكايات.
- التنوع: حيث تتنوع موضوعات الحكايات وشخصياتها، مما يحقق التشويق والإثارة للقارئ، ويجعله يتابع الحكايات بشغف.
- التكامل: حيث تتكامل الحكايات مع بعضها البعض، وذلك من خلال ربطها بشخصية كليلة ودمنة، أو من خلال ربطها بموضوع أو فكرة مشتركة.
البنية الحوارية
تعتمد حكاية كليلة ودمنة على البنية الحوارية في العديد من الحكايات، حيث تدور الحكايات بين شخصيات مختلفة، ويتبادلون الحوار فيما بينهم.
وتعتبر البنية الحوارية من أهم البنى الفنية في حكاية كليلة ودمنة، حيث تساهم في تحقيق العديد من الأهداف، منها:
- توضيح الأحداث والمواقف: حيث تساعد الحوارات في توضيح الأحداث والمواقف التي تقع في الحكايات، وتفسيرها للقارئ.
- إبراز شخصيات الحكايات: حيث تساهم الحوارات في إبراز شخصيات الحكايات، ومعرفة أفكارهم ومشاعرهم.
- خلق جو من الإثارة والمتعة: حيث تساهم الحوارات في خلق جو من الإثارة والمتعة في الحكايات، وذلك من خلال التبادل اللفظي بين الشخصيات.
البنية الوصفية
تعتمد حكاية كليلة ودمنة على البنية الوصفية في العديد من الحكايات، حيث توصف شخصيات الحكايات وأماكنها وأزمنتها.
وتعتبر البنية الوصفية من أهم البنى الفنية في حكاية كليلة ودمنة، حيث تساهم في تحقيق العديد من الأهداف، منها:
- خلق جو من الخيال والواقعية: حيث تساهم الوصفيات في خلق جو من الخيال والواقعية في الحكايات، وذلك من خلال وصف أماكن وشخصيات غير واقعية، أو من خلال وصف أماكن وشخصيات واقعية بأسلوب خيالي.
- إبراز جمال الطبيعة: حيث تساهم الوصفيات في إبراز جمال الطبيعة في الحكايات، وذلك من خلال وصف المناظر الطبيعية الخلابة.
- توضيح الأحداث والمواقف: حيث تساعد الوصفيات في توضيح الأحداث والمواقف التي تقع في الحكايات، وذلك من خلال وصف الشخصيات والأمكنة والزمان.
البنية الرمزية
تتضمن حكاية كليلة ودمنة العديد من الرموز، حيث ترمز بعض الشخصيات والأحداث إلى أفكار ومعاني رمزية.
وتعتبر البنية الرمزية من أهم البنى الفنية في حكاية كليلة ودمنة، حيث تساهم في تحقيق العديد من الأهداف، منها:
- تحقيق عمق المعنى: حيث تساهم الرمزية في تحقيق عمق المعنى في الحكايات، وذلك من خلال الإشارة إلى أفكار ومعاني رمزية غير مباشرة.
- إبراز قضايا اجتماعية وسياسية: حيث تساهم الرمزية في إبراز قضايا اجتماعية وسياسية مهمة، وذلك من خلال الإشارة إليها بطريقة غير مباشرة.
- خلق جو من الغموض والإثارة: حيث تساهم الرمزية في خلق جو من الغموض والإثارة في الحكايات، وذلك من خلال عدم توضيح المعنى الرمزى للشخصيات والأحداث.
وهكذا، فإن حكاية كليلة ودمنة تتميز بتنوع البنى التي تتشكل منها، والتي تساهم في بناء طابعها الخاص وتحقيق أهدافها الفنية والتربوية.
