قصيدة مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
تعتبر قصيدة المديح النبوي للإمام البوصيري من أشهر القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد نظمها في القرن السابع الهجري، وقد نظمها في مناسبة مرضه، وقد اشتهر بها ولقب بـ"البوصيري المداح".
تتكون القصيدة من 16 بيتًا، وتدور حول مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وبيان صفاته وفضائله، وقد نظمها البوصيري بأسلوب بديع، ولغة فصيحة، وصور بيانية رائعة.
شرح القصيدة:
يبدأ البوصيري قصيدته بمقدمة يصف فيها حاله في مرضه، وكيف أنه اشتاق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى رؤية وجهه الكريم، ويعبر عن أمله في شفاعته يوم القيامة، فيقول:
مدحتك يا رسول الله مادحًا وأنت أولى المدح والثناء ولولاك ما كنت في الوجود ولا عرفت معنى الوجود
أرجو شفاعتك يوم القيامة عند من لا يرد سائله
ثم ينتقل البوصيري إلى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فيصف صفاته الخلقية والخلقية، فيقول:
أنت الحبيب الذي اصطفاه الله وخلقه من روحه وطينته أنت الصادق الذي لا ينطق عن الهوى إنما ينطق عن وحي من ربه
أنت المبعوث رحمة للعالمين ومبشرًا ومنذرًا
ثم يصف البوصيري بعض معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول:
شققت البحر لموسى وضربت الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا ورفعت الجبل فوق رأسك وتحدثت مع الله من وراء حجاب
ثم يتحدث البوصيري عن فضل الرسول صلى الله عليه وسلم على البشرية، فيقول:
أنت الذي أنزل الله عليك القرآن كتاب الهداية والنور أنت الذي أوضحت لنا طريق الحق وأرشدتنا إلى صراط مستقيم
ثم يختم البوصيري قصيدته بدعاء إلى الله تعالى أن يرزقه شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول:
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
واجعلني من الذين يفوزون بشفاعته يوم القيامة
تحليل القصيدة:
تتميز قصيدة البوصيري بأسلوب بديع، ولغة فصيحة، وصور بيانية رائعة، وقد استخدم فيها البوصيري العديد من الأساليب البديعية، مثل:
- الاستهلال: حيث بدأ قصيدته بمقدمة يصف فيها حاله في مرضه، وإلى أمله في شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الاستهلال من الأساليب البديعية التي تلفت الانتباه إلى موضوع القصيدة.
- التكرار: حيث كرر البوصيري بعض الألفاظ والجمل في أكثر من موضع في القصيدة، مثل تكرار لفظ "أنت" في البيت الأول، وتكرار لفظ "الله" في البيت الثاني، وهذا التكرار يساعد على إيصال المعنى إلى ذهن القارئ.
- الاستعارة: حيث استخدم البوصيري العديد من الاستعارات في القصيدة، مثل استعارة "الحب" للرسول صلى الله عليه وسلم في البيت الأول، واستعارة "النور" للقرآن في البيت السابع، وهذا الاستعارات تساعد على توضيح الصورة الذهنية في ذهن القارئ.
كما تتميز القصيدة ببيان فضل الرسول صلى الله عليه وسلم على البشرية، ووصف صفاته الخلقية والخلقية، وبعض معجزاته، وهذا مما يعزز مكانته في قلوب المسلمين.
أثر القصيدة:
تركت قصيدة البوصيري أثرًا كبيرًا في نفوس المسلمين، فقد أصبحت من أشهر القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وترددها الأجيال على مر السنين، كما أنها ألهمت العديد من الشعراء في نظم قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
