إنّي نذيرٌ بمعنى أنّي أُنذرُ الناسَ من عواقبِ أفعالِهم الخاطئةِ، وأُحذّرُهم من غضبِ اللهِ وعقابِهِ.
لكنّي لستُ نذيرًا بالمعنىِ المُطلقِ، فليسَ دوري فقطُ التّخويفُ والتهديدُ، بلْ دوري أيضًا هوَ تبشيرُ الناسِ برحمةِ اللهِ ومغفرتِهِ، ودعوتُهم إلى الإيمانِ والعملِ الصالحِ.
وَمِنْ أَدلّةِ ذلكَ:
قولُ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107).
وقولُهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ (المائدة: 67).
فَمَهْمَةُ الرّسولِ مُحمّدٍ ﷺ هيَ تبليغُ الرّسالةِ الإلهيّةِ، سواءٌ كانتْ بشارةً أوْ نذارةً.
ولذلكَ، فإنّي أُنذرُ الناسَ من عواقبِ الكفرِ والضّلالِ، وأُبشّرُهم برحمةِ اللهِ ومغفرتِهِ لمنْ آمنَ وعملَ الصّالحاتِ.
وَأَنَا أَدعوكمْ جميعًا إلى الإيمانِ باللهِ واتّباعِ هدْيِهِ، فذلكَ هوَ طريقُ النّجاةِ والفلاحِ في الدّنيا والآخرةِ.