إنّ وصف الشعب المصري بكونه عريقاً ومتحضّراً هو وصفٌ دقيقٌ لا يختلف عليه اثنان. فمصرُ حضارةٌ عريقةٌ تمتدّ جذورها إلى آلاف السنين، ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تقدّم الحضارة الإنسانية. ونرى ذلك جليّاً في إنجازات المصريين القدماء في مختلف المجالات، مثل:
العلوم:
برع المصريون القدماء في علم الفلك والرياضيات والطب والهندسة.
بنوا الأهرامات العظيمة، وهي من عجائب الدنيا السبع القديمة.
اخترعوا التقويم الشمسي، ونظام الأوزان والمقاييس.
الفنون:
تميّز الفنّ المصري القديم بجماله ودقّته، سواءً في فنّ العمارة أو النحت أو الرسم.
خلّف المصريون القدماء لنا العديد من اللوحات والمنحوتات التي تُظهر عبقريتهم الفنية.
الأدب:
تُعدّ النصوص الدينية المصرية القديمة من أقدم الأعمال الأدبية في العالم.
كما برع المصريون القدماء في كتابة القصص والقصائد.
ولكن، هل هذه الحضارة العريقة هي منحة إلهية موروثة غير مكتسبة؟
إنّ الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة. فمن ناحية، لا شكّ أنّ الحضارة المصرية القديمة قد نشأت على ضفاف نهر النيل، وهو هبة من الله سبحانه وتعالى. كما أنّ الموقع الجغرافي لمصر ساعدها على التواصل مع الحضارات الأخرى، ممّا ساهم في تقدّمها.
ولكن من ناحية أخرى، بذل المصريون القدماء جهوداً كبيرةً لبناء حضارتهم. فقد عملوا بجدّ واجتهاد في الزراعة والصناعة والتجارة. كما أنّهم اهتمّوا بالتعليم والعلوم، ممّا ساعدهم على تحقيق تقدّمٍ كبيرٍ في مختلف المجالات.
لذلك، يمكن القول أنّ الحضارة المصرية القديمة هي نتاجٌ لعدّة عوامل، منها:
الموقع الجغرافي: ساعد الموقع الجغرافي لمصر على التواصل مع الحضارات الأخرى، ممّا ساهم في تقدّمها.
الهبات الإلهية: من نعم الله سبحانه وتعالى على مصر نهر النيل، الذي ساعد على نشأة الحضارة المصرية القديمة.
جهود المصريين القدماء: بذل المصريون القدماء جهوداً كبيرةً لبناء حضارتهم، ممّا ساعدهم على تحقيق تقدّمٍ كبيرٍ في مختلف المجالات.
فالحضارة المصرية القديمة ليست منحة إلهية موروثة غير مكتسبة، بل هي نتاجٌ لجهودٍ كبيرةٍ بذلها المصريون القدماء على مدار آلاف السنين.
ولكن، لا ننسى أنّ الحضارة المصرية القديمة قد واجهت العديد من التحديات والصعوبات، ممّا أدّى إلى انهيارها في النهاية. لذلك، يجب علينا أن نتعلم من دروس الماضي، وأن نسعى جاهدين للحفاظ على حضارتنا العربية والإسلامية، وأن نُطوّرها ونُقدّمها للأجيال القادمة.
