الإنسان كائن ثقافي: وجهة نظر كلود ليفي ستروس
في كتابه "المدخل إلى علم الإنسان"، يجادل كلود ليفي ستروس بأن الإنسان كائن ثقافي بطبيعته.
ويستند ستروس في حجته على عدة نقاط أساسية:
اللغة: يرى ستروس أن اللغة هي السمة المميزة للإنسان، وهي ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي نظام ثقافي يشكل فهمنا للعالم.
التفكير الرمزي: يتميز البشر بالقدرة على التفكير الرمزي، أي استخدام الرموز والأفكار المجردة لتمثيل الواقع. هذه القدرة هي أساس الثقافة، حيث تسمح لنا بإنشاء الفن، والدين، والفلسفة، والعلم.
التنظيم الاجتماعي: يعيش البشر في مجموعات اجتماعية منظمة تخضع لقواعد وقيم ثقافية مشتركة.
الأدوات والتكنولوجيا: يصنع البشر أدوات وتكنولوجيا تلبي احتياجاتهم وتشكل بيئتهم.
يؤكد ستروس أن هذه العناصر الثقافية ليست غريزية، بل يتم تعلمها ونقلها من جيل إلى آخر.
و يرى أن الثقافة هي نتاج التفاعل بين البشر وبيئتهم.
و يخلص ستروس إلى أن الثقافة ضرورية للوجود البشري، وأن الإنسان لا يمكن فهمه إلا من خلال ثقافته.
ملاحظات:
يقدم ستروس تحليلاً شاملاً للثقافة كعنصر أساسي في الوجود البشري.
يُركز ستروس على دور اللغة والتفكير الرمزي في تشكيل الثقافة.
يُؤكد ستروس على أهمية التفاعل الاجتماعي في خلق ونقل الثقافة.
نقد وجهة نظر ستروس:
يُجادل بعض النقاد بأن ستروس يُهمل العوامل البيولوجية في تكوين الثقافة.
يُرى آخرون أن تحليله للثقافة متجانس للغاية ولا يأخذ بعين الاعتبار التنوع الثقافي.
على الرغم من هذه الانتقادات، تظل وجهة نظر ستروس حول الإنسان كائن ثقافي مؤثرة للغاية في علم الإنسان والعلوم الاجتماعية الأخرى.