شهد، صديقة الصدق والأخلاق الحميدة
كانت شهد صديقة عزيزة عليّ، تتميز بحبها الشديد للقرآن الكريم واللغة العربية. اتّصفت شهد بالتواضع الجمّ مع الجميع، فكانت محبوبة من كل من عرفها. لم تتوانَ شهد عن مساعدة الآخرين، مقدّمةً يد العون دون تردد.
تذكرتُ كيف كانت شهد تقضي ساعاتها في قراءة القرآن الكريم، متدبرةً آياته وتتدبر معانيها. كانت تتلوه بترتيلٍ عذبٍ يملأ القلوب خشوعًا وتقوى. كما كانت شهد مولعةً باللغة العربية، تقرأ كتبها وتُنشد أشعارها وتُتقن قواعدها.
لم تكن معرفة شهد باللغة العربية مجرّد هواية، بل كانت أداةً تُعبّر بها عن أفكارها ومشاعرها بوضوحٍ وإتقان. اتّصفت شهد بِبلاغةٍ فذّةٍ وقدرةٍ فائقةٍ على التعبير، ممّا جعلها محطّ إعجابٍ من الجميع.
لم يقتصر حبّ شهد للغة العربية على الكتابة والقراءة، بل حرصت على التحدث بها بطلاقةٍ وفصاحةٍ في مختلف المواقف. كانت شهد تُجسّدُ مثالًا رائعًا للفتاة العربية الأصيلة، التي تُقدّرُ لغتها وتُحافظُ على تراثها.
إلى جانب حبّها للقرآن الكريم واللغة العربية، اتّصفت شهد بأخلاقٍ حميدةٍ جعلتها محبوبةً من الجميع. كانت شهد كريمةً معطاءةً، لا تبخلُ على أحدٍ بِالمساعدةِ أو العون. كما كانت شهد صبورةً متسامحةً، لا تحملُ الحقدَ في قلبها على أحد.
كانت شهد مثالًا يُحتذى به في الأخلاق الحميدة، تُنشرُ الخيرَ أينما ذهبت. تذكرتُ كيف كانت شهد تُساعدُ الفقراءَ والمحتاجين، وتُشاركُهم همومَهم وأفراحَهم. كما كانت شهد تُبادرُ إلى حلّ النزاعاتِ بين الناسِ بِالحكمةِ والعقلانيةِ.
تركت شهد بصمةً خالدةً في قلبي، فهي لم تكن مجرّد صديقةٍ، بل كانت أختًا وأمًّا ومعلّمةً. لقد تعلّمتُ من شهد الكثيرَ عن معنى الصداقةِ والأخلاقِ الحميدةِ وحبّ العلمِ والمعرفةِ.
رحلت شهد عنّا، لكنّ ذكراها ستظلّ حيةً في قلبي إلى الأبد. سأظلّ أذكرُها دائمًا كمثالٍ يُحتذى به في كلّ ما أقولُه وأفعله.
