الهجرة في سبيل العلم: رحلة في طلب العلو
يا طالب العلم، ألم تسمع صدى نداء المعرفة يتردد في أرجاء الكون؟ ألم ترَ نور العلم يشعّ من آفاق المعاهد العريقة؟ إنّ طلب العلم رحلةٌ سامية، تَسمو بالنفس وتُعلو بها عن رغائب الدنيا الفانية.
فما أجمل أن تهجر وطنك ومألوفك، ساعياً وراء نور المعرفة، باحثاً عن ينابيع الحكمة!
إنّ الهجرة في سبيل العلم ليست مجرّد رحلة جسدية، بل هي هجرةٌ فكرية ونفسية، تَقْتَضي عزيمةً قويةً وإرادةً صلبةً.
ففي كل خطوةٍ تخطوها على طريق العلم، تُقَدّم تضحيةً، وتغالب صعوبةً، وتُقارع عائقاً.
ولكن، ألم تعلم أنّ وراء كلّ تضحيةٍ ثمرةً عَظيمةً، وخلف كلّ صعوبةٍ إنجازاً مُبْهِراً؟
فإنّ ثمرةَ العلمٍ هي المعرفةُ والفهمُ، وإنجازُهُ هو النفعُ والفائدةُ.
فبِالعلم تُنيرُ دروبَ الجهلِ، وتُبدّدُ ظلمةَ الضلالِ.
وبالعلم تُبني الحضاراتِ، وتُعمرُ الأرضَ.
فيا طالب العلم، لا تَتْرَدّدْ في خوض غمارِ هذه الرحلةِ السامية، واجعلْ هجرتكَ في سبيلِ العلمِ شمعةً تُنيرُ دروبَ الآخرين.
فتذكر أنّ العلمَ هو سلاحُكَ في معركةِ الحياةِ، ونورُ طريقِكَ نحوَ المستقبلِ المشرقِ.