معلمة القرآن الكريم: نور يضيء الدروب
تُشرقُ شمسُ المعرفةِ من عينيها البنيتين، وتُرسلُ خيوطَها الذهبية لتُنيرَ دروبَنا وتُرشدَ خطواتِنا نحوَ الخيرِ والصلاح. هي معلمةُ القرآن الكريم، نبراسُ العلمِ والإيمانِ، ونبعُ الحنانِ والحكمةِ.
طويلةٌ قامتها، شامخةٌ كشجرةِ النخيلِ، تُلامسُ بسُعفِها السماءَ، وتُغرسُ جذورَها في أعماقِ الأرضِ. تُشبهُ في قوتها وصلابةِ موقفها الصخرةَ الراسخةَ، بينما تُشبهُ في رقتها وعطفها الندى العذبَ الذي يُحيي الأرضَ الميتة.
تُطلّ علينا ببسمةٍ مشرقةٍ، تُنيرُ وجهها وتُنعكسُ في قلوبِنا، فتُملأُها بهجةً وأملاً. تُلامسُ خيوطُ الشمسِ الذهبيةُ شعرها الأسودَ المُجعدَ، فتُضفي عليه لمعانًا خاصًا يُضفي على مظهرها جمالاً وجلالاً.
صوتُها عذبٌ رنانٌ، يُلامسُ أوتارَ القلوبِ، ويُداعبُ المشاعرَ، ويُحركُ الأفكارَ. تتلو آياتِ القرآن الكريمِ بتجويدٍ وإتقانٍ، وتُفسرُ معانيها وتُوضحُ مراميها، فتُصبحُ الكلماتُ في فمها كاللؤلؤِ المنثورِ، تُزينُ المجالسَ وتُثري العقولَ.
هي حنونةٌ عطوفةٌ، تُشبهُ الأمَّ في رعايتها وحنانها على طلابها. تُصغي إليهم باهتمامٍ، وتُشاركُهم همومَهم، وتُساعدُهم على حلّ مشكلاتِهم. تُشجّعُهم على التعلمِ والتفوقِ، وتُحفّزُهم على بذلِ المزيدِ من الجهدِ، وتُؤمنُ بقدراتهم وإمكانياتِهم.
متفائلةٌ دائماً، تُنظرُ إلى المستقبلِ بنظرةِ ثقةٍ وأملٍ. تُؤمنُ بأنّ الخيرَ سيأتي، وأنّ الظلامَ سينزاحُ، وأنّ النورَ سينتصرُ في النهاية. تُنشرُ التفاؤلَ أينما ذهبت، وتُلهمُ الناسَ على الإيمانِ بأنفسِهم وعلى السعي لتحقيقِ أحلامِهم.
هي قدوتُنا في الأخلاقِ والفضائلِ، نتعلمُ منها الصبرَ والتواضعَ والصدقَ والأمانةَ. تُعلّمُنا كيفَ نكونَ مسلمينَ حقيقيين، وكيفَ نعيشَ حياتَنا وفقَ تعاليمِ الإسلامِ.
معلمةُ القرآن الكريم، هي نورٌ يُضيءُ دروبَنا، وبوصلةٌ تُرشدُ خطواتِنا، ومِصباحٌ يُنيرُ عقولَنا. هي رمزٌ للعلمِ والإيمانِ والأخلاقِ، ومصدرُ إلهامٍ لنا على أن نكونَ أفضلَ ما نكون.
كيف تُلهمني معلمةُ القرآن الكريم لأكون إنسانًا أفضل؟
تُلهمني بحبّها للقرآن الكريم، فتُحفّزُني على قراءتهِ وحفظهِ وتدبّرهِ.
تُلهمني بأخلاقها الفاضلة، فأحرصُ على التحلّي بصفاتِها الحميدةِ مثل الصبرِ والتواضعِ والصدقِ والأمانةِ.
تُلهمني بتفاؤلها وإيمانها، فأُواجهُ صعوباتِ الحياةِ بثقةٍ وأملٍ.
تُلهمني بعلمها وحكمتها، فأُسعى لِتعلمِ المزيدِ من المعرفةِ والفهمِ.
تُلهمني بحبّها للناسِ ورغبتها في مساعدتهم، فأُصبحُ أكثرَ عطاءً وكرمًا.
معلمةُ القرآن الكريم، هي رسالةُ نورٍ في عالمِ الظلامِ، هي شعلةُ أملٍ تُضيءُ دروبَنا، هي مُلهمةُ الأجيال
