قصيدة "تداويت منها بها" للشاعر أحمد شوقي، من أشهر قصائده في الغزل، وتعد من عيون الشعر العربي. تدور القصيدة حول موضوع الحب والعشق، حيث يصف الشاعر حبه لحبيبته، وكيف أنها سبب آلامه وشقائه، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يستغني عنها.
التقديم:
يبدأ الشاعر القصيدة بتقديم موجز عن موضوعها، حيث يقول:
تداويت منها بها
فزادني مرضي سقما
يصف الشاعر في البيت الأول أنه كان يعاني من مرض الحب، فذهب إلى حبيبته ليطلب منها الشفاء، لكنه بدلاً من أن يجد الشفاء، وجد المزيد من المرض.
الموضوع:
ينتقل الشاعر بعد ذلك إلى وصف حبه لحبيبته، وكيف أنها سبب آلامه وشقائه، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يستغني عنها. يقول في البيت الثاني:
وداويت منها بليلها
فزادني عشقها ألما
يصف الشاعر في البيت الثاني أنه كان يعاني من آلام الحب في نهاره، فذهب إلى حبيبته ليلاً ليطلب منها الشفاء، لكنه بدلاً من أن يجد الشفاء، وجد المزيد من الحب والعشق.
ويواصل الشاعر وصف حبه لحبيبته في الأبيات التالية، حيث يقول:
وداويت منها بوصلها
فزادني وصلها هجرا
وداويت منها بقربها
فزادني قربها بعدا
يصف الشاعر في هذه الأبيات أنه كان يحاول أن يشفي نفسه من حبها بالقرب منها، لكن بدلاً من أن يجد الشفاء، وجد المزيد من الهجر والبعد.
ويختم الشاعر القصيدة ببيت يصف فيه أنه لا يستطيع أن يستغني عن حبيبته، مهما كانت آلامه وشقائه. يقول:
وداويت منها بكل شيء
فزادني حبها سقما
يصف الشاعر في هذا البيت أنه جرب كل شيء لعلاج نفسه من حبها، لكنه لم يجد شفاء، بل زاد حبه لها من مرضه.
التوضيح:
تتميز قصيدة "تداويت منها بها" بأسلوبها السهل الممتنع، ولغتها الغنية بالصور والمعاني. كما أنها تتميز بصدق التعبير عن مشاعر الحب والعشق.
ولعل أبرز ما يميز القصيدة هو تناقض الأفكار التي يطرحها الشاعر، حيث يصف في البداية أن حبيبته سبب آلامه وشقائه، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يستغني عنها. وهذا التناقض يعكس حقيقة الحب الذي هو في حد ذاته شعور متناقض، فهو شعور بالألم والفرح، بالقرب والبعد، بالحب والكره.
وتعد قصيدة "تداويت منها بها" من القصائد التي لا تزال تتردد على ألسنة الناس، وتحظى باهتمام القراء والنقاد.