بعد أن أكل التلميذ الصغير موزته وهو راض، قام بتقديم شكره للبائع على حل المشكلة بعدل وحكمة. وقال لزملائه: "أنا أحبكم جميعا كأصدقاء، ولا أريد أن نختلف بسبب الموز. فالموز طعام لذيذ، ولكن الصداقة ألذ منه. فلنتعاون دائما ونشارك بالخير".
فسمع البائع كلامه وأعجب به كثيرا، وقال له: "أنت تلميذ ذكي وأخلاقي، وأنا معجب بطريقة تفكيرك وتصرفك. فأنت تحترم حقوق الآخرين، وتحافظ على علاقاتك معهم. فهذه هي الحرية والمسؤولية التي نتعلمها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)".
ثم قال له: "أنا أريد أن أهديك هذه الموزة الكبيرة كعربون صداقة بيننا، وأتمنى لك التوفيق في دراستك". فشكره التلميذ الصغير مرة أخرى، وفرح بهديته، وذهب إلى زملائه مبتسما. فشعروا بالسعادة لرؤية ابتسامته، وقالوا له: "أنت صديق عزيز علينا، ونحن نحبك كثيرا. فسامحنا إن أخطأنا بحقك، ولا تحمل في قلبك ضغينة. فالصديق الحق هو من يغفر لصديقه".
فضم التلميذ الصغير زملاءه إلى صدره، وقال: "أنا أغفر لكم جميعا، ولا أحمل في قلبي إلا المحبة. فالصديق الحق هو من يسامح صديقه". فضحكوا جميعا، وذهبوا إلى المدرسة سعداء.