لقد فرحت السماء والأرض بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لما يحمله من رسالة عظيمة، وهي رسالة الهداية والنور والرحمة للعالمين، وقد تجلت هذه الفرحة في العديد من المظاهر، منها:
- فرحت الملائكة، فقد نزلت الملائكة إلى الأرض لتبشر الناس بقدومه، كما قال تعالى: {وَإِذْ جَاءَ مَلَائِكَتُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامٌ قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [الذاريات: 25-26].
- فرحت الأنبياء والمرسلون، فقد بشروا بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].
- فرحت الأرض، فقد أشرقت بنوره، وخرج منها الماء والزرع، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا بِرَبِّهِمْ لَا يُحَادُونَ} [الحديد: 25].
- فرحت الناس، فقد جاءهم بالخير والنور والرحمة، وهداهم إلى طريق الله تعالى، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 170].
ولعل من أبرز مظاهر فرح السماء والأرض بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم، هو تغير حال الناس بعد بعثته، فقد كانوا في ظلمات الجهل والشقاء، فجاءهم بالنور والهداية، فأصبحوا أمة واحدة، تجمعهم عقيدة واحدة، وهدف واحد، وهو عبادة الله تعالى.