نعم، هذا صحيح. إن قول يوحنا المعمدان "يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي" (يوحنا 1: 30) يعني أن المسيح جاء بعد يوحنا في الزمان، ولكن كان موجودًا قبله في الأزل.
يمكن تفسير هذه الآية على النحو التالي:
- يأتي بعدي: يشير هذا إلى أن المسيح جاء بعد يوحنا في الزمان. وُلد يوحنا قبل المسيح بحوالي ستة أشهر، وبدأ عمله التبشيري قبل المسيح.
- رجل صار قدامي: يشير هذا إلى أن المسيح جاء بعد يوحنا في الزمان، ولكن كان موجودًا قبله في الزمان.
- لأنه كان قبلي: يشير هذا إلى أزلية المسيح. كان المسيح موجودًا قبل خلق العالم، وهو موجود دائمًا.
هناك تفسير آخر لهذه الآية، وهو أن يوحنا المعمدان كان يتحدث عن رتبته الكهنوتية. كان يوحنا المعمدان كاهنًا، وكان المسيح هو الكاهن الأعظم. في هذا التفسير، فإن "يأتي بعدي" يعني أنه سيأتي كاهنًا أعظم من يوحنا.
ومع ذلك، فإن التفسير الأكثر شيوعًا لهذه الآية هو أنها تشير إلى أزلية المسيح. وهذا التفسير يتفق مع باقي الكتاب المقدس، الذي يصف المسيح بأنه "الله الكلمة" (يوحنا 1: 1)، وهو موجود منذ الأزل (كولوسي 1: 17).
فيما يلي بعض الآيات الأخرى من الكتاب المقدس التي تؤكد على أزلية المسيح:
- "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، والكلمة كان الله." (يوحنا 1: 1)
- "لأنه فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما هو مرئي وما هو غير مرئي، سواء كان عروشًا أم سيادات أم رئاسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق." (كولوسي 1: 16)
- "الذي كان قبل كل شيء، وجميع الأشياء به قائمة." (كولوسي 1: 17)
هذه الآيات تشير إلى أن المسيح موجود منذ الأزل، وأنه هو خالق كل شيء.