الجواب:
تدل الآية السابعة عشرة من سورة الأنفال على جواز الميل إلى السلم، وهي قوله تعالى:
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
الشرح:
- "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ" أي: وإن مال عدوُ المؤمنين إلى الصلح.
- "فَاجْنَحْ لَهَا" أي: فاميل إلى الصلح معهم.
- "وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ" أي: اتكل على الله في ذلك، واعتمد عليه، وثق به.
التوضيح:
تنص هذه الآية على أنه إذا مال عدوُ المؤمنين إلى الصلح، فعلى المؤمنين أن يميلوا إليه أيضًا، وأن يتوكلوا على الله في ذلك. وهذا يدل على جواز الصلح مع الكفار، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، وأمان على دينهم وأنفسهم.
وهناك أدلة أخرى على جواز الصلح مع الكفار، منها:
- صلح الحديبية الذي عقده النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش، والذي كان فيه مصلحة كبيرة للمسلمين.
- صلح خيبر الذي عقده النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود خيبر، والذي كان فيه مصلحة للمسلمين في استيطان المدينة المنورة.
وبناءً على هذه الأدلة، فإن الصلح مع الكفار جائز إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، وأمان على دينهم وأنفسهم.