قصيدة كعب بن زهير "بانت سعاد" هي قصيدة بليغة، تمثل قمة البلاغة في الشعر الجاهلي، وقد حظيت باهتمام كبير من النقاد والدارسين، وتحليلها بلاغيًا يتطلب الوقوف على عناصرها الفنية المختلفة، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
الموضوع:
يتناول الشاعر في قصيدته موضوعين رئيسيين، هما:
- الاعتذار: حيث يعبر الشاعر عن ندمه على هجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويطلب منه الصفح والغفران.
- المديح: حيث يمدح النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكر مناقبه وفضائله.
الأسلوب:
يتميز أسلوب كعب بن زهير في هذه القصيدة بالبساطة والعذوبة، مع القوة والبلاغة، وقد استخدم الشاعر في قصيدته مجموعة من الأساليب الفنية، منها:
- الاستهلال: حيث بدأ قصيدته بذكر مقدمة غزلية، تعبر عن حبه لزوجته سعاد، وهجرانها له.
- الاعتذار: حيث استخدم في هذا الجزء من القصيدة أساليب الاستعطاف والتملق، وعرض أسباب هجاء النبي صلى الله عليه وسلم.
- المديح: حيث استخدم في هذا الجزء من القصيدة أساليب المدح والثناء، ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بصفات العظمة والكمال.
الصور الفنية:
استخدم كعب بن زهير في قصيدته مجموعة من الصور الفنية المتنوعة، منها:
- الصورة الحسية: حيث استخدم الشاعر في وصف سعاد صورًا حسية تثير في النفس المشاعر والأحاسيس، مثل:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول مُتيممٌ ربعها كئيبٌ مُشمئز
- الصورة العقلية: حيث استخدم الشاعر في وصف النبي صلى الله عليه وسلم صورًا عقلية تبرز عظمته ومكانته، مثل:
فإنك كالشمس في طلعتها تُضيء للعالمين كلهم
- الصورة الرمزية: حيث استخدم الشاعر في قصيدته صورة سعاد الرمزية، التي تعبر عن الحياة الدنيا، وهجرانها تعبر عن تركه للجاهلية ودخوله في الإسلام.
الموسيقى:
استخدم كعب بن زهير في قصيدته الموسيقى العربية الأصيلة، حيث جاءت أبياتها متوازنة الإيقاع، متناسقة الوزن والقافية، مما يسهم في إثارة المشاعر وإمتاع السامع.
الخاتمة:
تعتبر قصيدة كعب بن زهير "بانت سعاد" من أجمل وأروع القصائد العربية، وقد حظيت باهتمام كبير من النقاد والدارسين، وتحليلها بلاغيًا يكشف عن جمالها الفني وبلاغتها العالية.
