الجواب:
يجوز الأكل والشرب بعد الإحرام، ولكن هناك خلاف في ذلك بين الفقهاء.
الرأي الأول: يجوز الأكل والشرب بعد الإحرام، وهو رأي الحنفية والمالكية والشافعية.
ودليلهم على ذلك ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم".
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل وشرب بعد الإحرام، ولم يحرم عليه ذلك.
الرأي الثاني: يحرم الأكل والشرب بعد الإحرام، وهو رأي الحنابلة.
ودليلهم على ذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الإحرام لم يأكل طيبا ولا يلبس طيبا ولا يمس امرأة ولا يذبح صيدا".
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم على نفسه هذه الأشياء بعد الإحرام.
الرأي الثالث: يكره الأكل والشرب بعد الإحرام، وهو رأي بعض الحنابلة.
ودليلهم على ذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الإحرام لم يأكل طيبا ولا يلبس طيبا ولا يمس امرأة ولا يذبح صيدا، وكان يكره ذلك".
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كره هذه الأشياء بعد الإحرام.
الرأي الراجح:
الرأي الراجح هو القول بجواز الأكل والشرب بعد الإحرام، وهو رأي الجمهور. وذلك لأن الأكل والشرب من الأمور الضرورية للحياة، ولا يمكن للمحرم أن يقوم بأداء مناسك الحج أو العمرة دون أن يأكل ويشرب.
ولكن يُستحب للمحرم أن يأكل ويشرب في الخفاء، وأن يتجنب الأماكن التي يكثر فيها الناس، وذلك حتى لا يكون سبباً في فتنة الناس.
الخاتمة:
وعليه، فإن الأكل والشرب بعد الإحرام جائز، ولكن يُستحب أن يكون في الخفاء.