هذا السؤال يتطلب تحليلاً نقدياً للعوامل التي أدت إلى تصغير ظاهرة الشعر الحديث في العالم العربي والإسلامي. يمكن تقسيم هذه العوامل إلى ثلاثة أبعاد: سياسية، اجتماعية وثقافية.
البعد السياسي يتعلق بالتغيرات السياسية والأحداث التاريخية التي أثرت على موقف الشعراء والنقاد من الشعر الحديث. بعض هذه التغيرات هي: الاستعمار والتحرر، النكبة والنكسة، الحروب والصراعات، الثورات والانقلابات، الديمقراطية والديكتاتورية.
كل هذه التغيرات أنتجت توترات وصراعات بين الشعراء والسلطة، وبين الشعراء وبعضهم البعض، مما أدى إلى تشتت وتضاؤل دور الشعر في المجتمع.
البعد الاجتماعي يتعلق بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على حالة الشاعر والشعر في المجتمع. بعض هذه التحولات هي: التحضر والهجرة، التنمية والفقر، التعليم والأمية، التكنولوجيا والإعلام، التنوع والهوية.
كل هذه التحولات أنتجت تغيرات في ذوق واهتمامات الجمهور، وفي فرص وظروف إنتاج ونشر الشعر، مما أدى إلى تهميش وانحسار مكانة الشعر في المجتمع.
البعد الثقافي يتعلق بالتأثيرات الثقافية والفكرية التي أثرت على مضمون وأسلوب الشعر الحديث. بعض هذه التأثيرات هي: التأثيرات الغربية والشرقية، التأثيرات المدنية والدينية، التأثيرات المحلية والإقليمية.
كل هذه التأثيرات أنتجت تنوعاً وتجدداً في الموضوعات والأشكال والأساليب الشعرية، لكن أيضاً أنتجت تبايناً وانفصاماً في رؤى واتجاهات الشعراء، مما أدى إلى تفكك وانحلال جودة وقيمة الشعر في المجتمع.