لم تشهد شبه الجزيرة العربية منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحدة سياسية كاملة تشمل جميع أراضيها، وذلك لعدة أسباب:
1. انهيار الدولة الإسلامية: بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واجهت الدولة الإسلامية الفتية صراعات داخلية أدت إلى انقسامها إلى كيانات سياسية متعددة، مثل الخلافة الراشدة والدولة الأموية والعباسية.
2. طبيعة الجزيرة العربية: تتميز شبه الجزيرة العربية بتضاريسها الصحراوية الجافة، وصعوبة التنقل بين أجزائها المختلفة، مما شكل عقبة أمام توحيدها تحت سلطة مركزية واحدة.
3. تنوع القبائل: سكنت شبه الجزيرة العربية العديد من القبائل العربية ذات العادات والتقاليد والأنظمة السياسية المختلفة، مما جعل من الصعب توحيدها تحت حكم واحد.
4. ظهور القوى الإقليمية: على مر العصور، ظهرت قوى إقليمية قوية في محيط شبه الجزيرة العربية، مثل الإمبراطورية الفارسية والعثمانية، وسعت إلى السيطرة على أجزاء من الجزيرة العربية، مما حال دون توحيدها.
5. الاستعمار الأوروبي: في القرنين التاسع عشر والعشرين، تعرضت شبه الجزيرة العربية للاستعمار الأوروبي، حيث سيطرت بريطانيا على جنوب الجزيرة، بينما سيطرت الدولة العثمانية على شمالها، مما أدى إلى تقسيمها إلى كيانات سياسية جديدة.
مع ذلك، شهدت شبه الجزيرة العربية فترات من الوحدة الجزئية، مثل:
الدولة السعودية الأولى: أسسها محمد بن سعود في عام 1744، وشملت معظم أراضي شبه الجزيرة العربية، لكنها انهارت في عام 1818.
الدولة السعودية الثانية: أسسها تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود عام 1821، وشملت معظم أراضي شبه الجزيرة العربية، لكنها انهارت في عام 1865.
المملكة العربية السعودية: تأسست عام 1932، وتوحدت فيها معظم أراضي شبه الجزيرة العربية تحت حكم واحد.
بشكل عام، لم تتمكن أي قوة سياسية من توحيد شبه الجزيرة العربية بشكل كامل ودائم منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لعدة عوامل تاريخية وجغرافية وسياسية.