في نصه الفلسفي "اللغة والفكر: علاقة اتصالية"، يتناول زاكي نجيب قضية العلاقة بين اللغة والفكر، ويدافع عن موقف الاتصالية الذي يرى أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة تكاملية، وأنهما لا يمكن أن يفصلا عن بعضهما البعض.
يبدأ نجيب نصه بطرح الإشكالية الأساسية، وهي: هل العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال أم انفصال؟ ثم يعرض موقفين رئيسيين:
- الموقف الأول: يذهب إلى أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة انفصال، وأن اللغة هي مجرد أداة للتعبير عن الفكر، وأن الفكر موجود قبل اللغة، ويمكن التعبير عنه بلغات مختلفة.
- الموقف الثاني: يذهب إلى أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال، وأن اللغة والفكر يؤثران بعضهما البعض، وأنهما متلازمان لا يمكن فصلهما.
يدافع نجيب عن موقف الاتصالية، ويستند في دفاعه إلى مجموعة من الحجج، منها:
- أن اللغة والفكر يشتركان في نفس المصدر، وهو التجربة الإنسانية. فاللغة هي وسيلة الإنسان للتعبير عن تجربته، والفكر هو نتاج هذه التجربة.
- أن اللغة والفكر يؤثران بعضهما البعض. فاللغة تساعد على تشكيل الفكر، والفكر يؤثر على اختيار اللغة.
- أن اللغة والفكر متكاملان. فلا يمكن أن يوجد أحدهما دون الآخر، فاللغة هي الوسيلة التي يعبر بها الإنسان عن فكره، والفكر هو المحتوى الذي تعبر عنه اللغة.
يخلص نجيب إلى أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال لا انفصال، وأنهما يشكلان وحدة واحدة لا يمكن فصلهما.
توضيح:
يمكن توضيح موقف نجيب من خلال مجموعة من الأمثلة، منها:
- عندما نفكر في شيء ما، فإننا نستخدم اللغة الداخلية للتعبير عن أفكارنا. فاللغة الداخلية هي وسيلة الإنسان للتفكير والتواصل مع نفسه.
- عندما نتحدث عن شيء ما، فإننا نستخدم اللغة الخارجية للتعبير عن أفكارنا. فاللغة الخارجية هي وسيلة الإنسان للتواصل مع الآخرين.
- عندما نتعلم لغة جديدة، فإننا نتعلم أفكارًا جديدة. فاللغة هي وسيلة الإنسان لفهم العالم من حوله.
من خلال هذه الأمثلة، يتضح أن اللغة والفكر لا يمكن فصلهما، وأنهما يشكلان وحدة واحدة لا يمكن فصلهما.