أيا معشر الإخوان دعوة نادب
هي قصيدة نظمها الشيخ سيدي بن المختار بن الهيب الأبييري، أحد علماء وشيوخ الصوفية في منطقة شنقيط في موريتانيا. القصيدة هي وصية للإخوان، تحثهم على حسن المعاشر، وستر عيوب بعضهم البعض، وحب الخير لهم، وتجاوز زلات بعضهم البعض.
المعنى العام للقصيدة:
يبدأ الشاعر القصيدة بتوجيه الدعوة إلى إخوانه، مشبهًا نفسه بالنادب الذي يدعو الناس إلى الخير، ويحثهم على الأخذ بنصيحته. ثم ينتقل إلى تقديم وصيته، والتي تدور حول محورين رئيسيين:
- حسن المعاشر: يحث الشاعر إخوانه على حسن المعاشرة، وستر عيوب بعضهم البعض، وتجاوز زلات بعضهم البعض.
- حب الخير لهم: يحث الشاعر إخوانه على حب الخير لهم، والسعي إلى مصلحتهم، والدعاء لهم بالخير.
شرح الأبيات:
البيت الأول:
- أيا معشر الإخوان دعوة نادب: أيها الإخوة، هذه دعوة من نادب لكم.
- إلى الحق والمعروف ليس بكاذب: هذه الدعوة إلى الحق والمعروف، وهي دعوة صادقة لا مراء فيها.
البيت الثاني:
- أعيرونيَ الاسماع أهدي اليكمُ: أيها الإخوة، أعيروني أسماعكم لأهدي إليكم هذه الوصية.
- وصية مصفى النصح غير مخالب: هذه وصية مصفوفة من النصح الخالص، وغير مشوبة بالمكاسب الشخصية.
البيت الثالث:
- فمن كان منكم ذا ودادٍ وخلةٍ: من كان منكم ذو مودة ومحبة،
- لمرتفع الأخلاق جمِّ المناقب: لأخلاقه الفاضلة ومسالكه الحميدة.
البيت الرابع:
- خليلي لا أبدي الى من يذمُّه: أيها الخليل، لا أبين إلى من يذمه،
- طلاقة وجهي بل عبوسة حاجب: طلاقة وجهي، بل عبوسة حاجبي.
البيت الخامس:
- أحب الذي يهوى وأبغض ما قلا: أحب من أحب، وأبغض ما قال،
- ولست عليه إن يزل بعاتب: ولن أعاتبه إن زلل.
البيت السادس:
- فمنزلة الإخوان فيها تفاضل: منزلة الإخوان بينهم متفاوتة،
- فمنهم لذيذ الطعم عند المصاحب: فمنهم من هو طيب العشرة،
البيت السابع:
- ومنهم زعاقٌ لا تُطاق طباعهُ: ومنهم من هو صعب الطباع لا يطاق.
الأهمية:
تعد هذه القصيدة من أهم القصائد التي نظمت في موضوع حسن المعاشر، وقد حظيت باهتمام كبير من قبل علماء الدين والباحثين في الأدب العربي. وقد نظم العديد من الشعراء قصائد مشابهة لهذه القصيدة، مستلهمين منها التوجيهات والنصائح التي يقدمها الشاعر لإخوانه.