نعم، الصدق صفة الأنبياء جميعًا، وهو من أهم صفاتهم التي تجعلهم أهلًا لحمل الرسالة السماوية. فالأنبياء هم رسل الله تعالى إلى الناس، وقد أرسلهم الله تعالى ليعلموا الناس دينه ويدعوهم إلى عبادته، ولا يمكن أن يكون رسول الله صادقًا مع الله تعالى في دعوته للناس إذا كان هو نفسه كاذبًا.
وقد جاءت النصوص الدينية مؤكدة على صدق الأنبياء جميعًا، ففي القرآن الكريم قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [إبراهيم: 4].
وجاء في السنة النبوية ما يؤكد صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا" [رواه البخاري ومسلم].
وصدق الأنبياء إنما هو صدق في كل ما يصدر عنهم، سواء في أقوالهم أو أفعالهم أو صفاتهم. فكانوا صادقين في دعوتهم للناس، صادقين في أخبارهم عن الله تعالى، صادقين في أخلاقهم وسلوكهم.
وصدق الأنبياء هو من أهم الدلائل على صدق رسالتهم، فكيف يمكن أن يصدق الناس رسولًا يعلم أنه كاذب؟!