نمط قصيدة "دع الأطلال" لأبي نواس هو التجديد، حيث خالف أبو نواس فيها النمط الشعري السائد في عصره، والذي كان يعتمد على الوقوف على الأطلال ورثاء الأحبة. وقد تمثل التجديد في هذه القصيدة في الآتي:
- الموضوع: يتناول أبو نواس في هذه القصيدة موضوعا جديدا في الشعر العربي، وهو الدعوة إلى الاستمتاع بالحياة والعيش في حاضرها، وعدم البكاء على الماضي أو الأحبة الذين فقدوا.
- الأسلوب: استخدم أبو نواس في هذه القصيدة أسلوبا جديدا في الشعر العربي، يتسم بالوضوح والبساطة، بعيدا عن التعقيدات اللفظية والأسلوبية التي كانت سائدة في عصره.
- الصور الشعرية: استخدم أبو نواس في هذه القصيدة صورا شعرية جديدة ومختلفة عن الصور الشعرية التقليدية، والتي كانت تعتمد على التورية والتشبيه والاستعارة.
وفيما يلي بعض الأمثلة على التجديد الذي تمثل في هذه القصيدة:
- في الموضوع: يقول أبو نواس في مطلع القصيدة:
دعِ الأطلالَ تَسفيها الجَنوبُ وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ
ففي هذه الأبيات يدعو أبو نواس إلى عدم الاهتمام بالأطلال، وعدم البكاء على الأحبة الذين فقدوا، ويؤكد أن الزمن سيقضي على كل شيء، سواء كان ذلك الأطلال أو الذكريات.
- في الأسلوب: يقول أبو نواس في الأبيات التالية:
كَمْ مِن قَومٍ سَكَنوا هَذا الرَسْمَ وَمَضَوا فَلَم يَبقَ مِنْهُمْ رَمْسُ
ففي هذه الأبيات يستخدم أبو نواس أسلوبا واضحا وبسيطًا، بعيدا عن التعقيدات اللفظية والأسلوبية التي كانت سائدة في عصره.
- في الصور الشعرية: يقول أبو نواس في الأبيات التالية:
أَلَمْ تَرَ أنَّ الزَمانَ كَالسَيفِ يَقطعُ مَا بَينَ الوَريدِ وَالْوَريدِ
ففي هذه الأبيات يستخدم أبو نواس صورة شعرية جديدة ومختلفة عن الصور الشعرية التقليدية، وهي تشبيه الزمن بالسيف الذي يقطع كل شيء.
وهكذا فإن قصيدة "دع الأطلال" لأبي نواس هي نموذجا للتجديد في الشعر العربي، حيث خالف أبو نواس فيها النمط الشعري السائد في عصره، واستخدم أسلوبا جديدا في الشعر العربي، وصورًا شعرية جديدة ومختلفة.