يمكن تقسيم حقول الدلالة في قصيدة "دع الأطلال تسفيها الجنوب" إلى ثلاثة حقول رئيسية، هي:
- المكان: تدور أحداث القصيدة في البادية، حيث الأطلال التي يخاطبها الشاعر، وحيث ريح الجنوب التي تتسبب في اندثارها.
- البيئة: تتميز البيئة البدوية في القصيدة بأنها قاسية، لا تصلح للعيش فيها، فهي خالية من النباتات والحيوانات النافعة، ومليئة بالحيوانات المفترسة.
- الحياة: تدعو القصيدة إلى رفض حياة البادية القاسية، والتوجه إلى حياة الترف والنعيم في المدن.
وفيما يلي توضيح لكل من هذه الحقول:
الحقل المكاني:
يستهل أبو نواس قصيدته بتوجيه الأمر إلى الشاعر العربي قائلاً: "دع الأطلال تسفيها الجنوب"، مما يدل على أن القصيدة تدور أحداثها في البادية، حيث الأطلال التي يخاطبها الشاعر، وحيث ريح الجنوب التي تتسبب في اندثارها.
وتستمر القصيدة في وصف البيئة البدوية، حيث يقول أبو نواس: "وَخَلِّ لِرَاكِبِ الْوَجْنَاءِ أَرْضًا"، أي اترك الأرض لراكبي الإبل الذين يتمتعون بجلود بيضاء ناعمة، مما يدل على أن البيئة البدوية قاسية، لا تصلح للعيش فيها إلا لأصحاب البشرة البيضاء القادرة على تحمل قسوة الشمس.
كما يقول أبو نواس: "وَلَا تَأْخُذْ مِنَ الْأَعْرَابِ لَهْوًا"، أي لا تهتم باللهو الذي يمارسه الأعراب، مما يدل على رفضه لحياة البادية التي تتميز بالبداوة والفقر.
الحقل البيئي:
تتميز البيئة البدوية في القصيدة بأنها قاسية، لا تصلح للعيش فيها، فهي خالية من النباتات والحيوانات النافعة، ومليئة بالحيوانات المفترسة.
ويظهر ذلك في قول أبو نواس: "وَذَرِ الْأَلْبَانَ يَشْرَبُهَا أُنَاسٌ / بِأَرْضٍ نَبْتُهَا عُشْبٌ وَطَلْحٌ"، أي اترك الألبان للناس الذين يعيشون في أرض خضراء، مليئة بالنباتات والأشجار، مما يدل على رفضه لحياة البادية التي تتميز بالجفاف وقلة المياه.
كما يقول أبو نواس: "وَلَا تَأْخُذْ مِنَ الْأَعْرَابِ لَهْوًا / فَهُمْ مَا عَرَفُوا إِلَّا الضَّبْعَ وَالذِّئْبَ"، أي لا تهتم باللهو الذي يمارسه الأعراب، لأنهم لا يعرفون إلا الصيد وقتل الحيوانات المفترسة، مما يدل على رفضه لحياة البادية التي تتميز بالقسوة والوحشية.
الحقل الحياتي:
تدعو القصيدة إلى رفض حياة البادية القاسية، والتوجه إلى حياة الترف والنعيم في المدن.
ويظهر ذلك في قول أبو نواس: "دَعِ الْأَطْلَالَ تَسْفِيهَا الْجَنُوبُ"، أي لا تهتم بالأطلال التي ترمز إلى الماضي البعيد، وانطلق إلى مستقبل أفضل.
كما يقول أبو نواس: "وَخَلِّ لِرَاكِبِ الْوَجْنَاءِ أَرْضًا"، أي اترك الأرض لأصحاب البشرة البيضاء القادرة على تحمل قسوة الشمس، وانطلق إلى المدن التي تتميز بالترف والنعيم.
وبذلك، تُعد قصيدة "دع الأطلال تسفيها الجنوب" من أهم القصائد التي تمثل النزعة التجديدية في الشعر العربي، حيث رفض أبو نواس فيها تقاليد الشعر العربي القديم، ودعا إلى التجديد في مضمونه وأسلوبه.