المعرفة العلمية هي المعرفة التي يتم الحصول عليها من خلال المنهج العلمي، وهو طريقة منظمة لجمع واختبار البيانات وبناء النظريات. يتميز تطور المعرفة العلمية بمجموعة من الخصائص، منها:
- التطور المستمر: المعرفة العلمية ليست ثابتة، بل هي في حالة تطور مستمر. فكلما تم جمع المزيد من البيانات وإجراء المزيد من التجارب، يصبح من الممكن بناء نظريات أكثر دقة وشمولاً.
- التراكم: تستند المعرفة العلمية الجديدة إلى المعرفة القديمة. فكل نظرية جديدة تستند إلى النظريات السابقة، وتضيف إليها معلومات جديدة.
- القابلية للتكذيب: لا تعتبر أي نظرية علمية مطلقة، بل هي قابلة للتكذيب من خلال البيانات الجديدة. فعندما يتم العثور على بيانات تتعارض مع نظرية ما، يتم تعديل هذه النظرية أو استبدالها بنظرية جديدة.
يمكن توضيح هذه الخصائص من خلال النظر في تطور المعرفة العلمية في مجال الفيزياء. ففي القرن السابع عشر، طور إسحاق نيوتن نظرية الجاذبية، والتي كانت ثورة في فهمنا للكون. وقد استندت هذه النظرية إلى قوانين الحركة الثلاثة التي وضعها نيوتن، والتي كانت نتاجًا للتجارب والقياسات التي أجراها.
وفي القرن العشرين، تم تطوير نظرية النسبية العامة من قبل ألبرت أينشتاين. وقد أدت هذه النظرية إلى إعادة صياغة فهمنا للجاذبية، وفتحت آفاقًا جديدة في الفيزياء. وقد استندت نظرية النسبية العامة إلى البيانات الجديدة التي تم جمعها في القرن العشرين، والتي لم تتوافق مع نظرية نيوتن.
وهكذا، فإن تطور المعرفة العلمية هو عملية ديناميكية ومستمرة، تعتمد على جمع البيانات الجديدة وإجراء التجارب الجديدة.
بالإضافة إلى الخصائص المذكورة أعلاه، يمكن تمييز تطور المعرفة العلمية من خلال مجموعة من العوامل، منها:
- العوامل الاجتماعية والثقافية: تؤثر العوامل الاجتماعية والثقافية على تطور المعرفة العلمية. فمثلاً، قد تؤدي الظروف السياسية أو الاقتصادية إلى توجيه البحث العلمي في اتجاهات معينة.
- العوامل التكنولوجية: تساهم العوامل التكنولوجية في تطوير المعرفة العلمية. فمثلاً، ساهمت التطورات في مجال التصوير والتحليلات الإحصائية في تطوير النظريات العلمية الجديدة.
- العوامل الفردية: تلعب العوامل الفردية دورًا مهمًا في تطوير المعرفة العلمية. فمثلاً، قد يؤدي تفكير عالم ماظير إلى تطوير نظريات جديدة.
وهكذا، فإن تطور المعرفة العلمية هو عملية معقدة تعتمد على مجموعة من العوامل.