الشجاعة هي إحدى الفضائل الإنسانية، وهي صفة إيجابية تدفع الإنسان إلى مواجهة المخاطر والتحديات. والشجاعة في المرء صفة جيدة، لكنها لا تتساوى مع الشجاعة في الحكيم.
فالشجاعة في المرء قد تكون نابعة من الغريزة أو من حب المغامرة أو من الإصرار على تحقيق هدف ما. أما الشجاعة في الحكيم فهي شجاعة مدروسة وحكيمة، تستند إلى معرفة وفهم للموقف أو للتحدي الذي يواجهه الإنسان.
الشجاعة في الحكيم تكون أكثر فاعلية وتأثيرًا، لأنها تستند إلى فهم للعواقب المحتملة للموقف، وإلى تقدير للمخاطر المصاحبة للتحدي. كما أن الشجاعة في الحكيم تكون أكثر ثباتًا واستمرارًا، لأنها لا تعتمد على المشاعر أو الغرائز، بل على العقل والحكمة.
ولذلك فإن الشجاعة في الحكيم هي أفضل وأسمى أنواع الشجاعة، لأنها تستند إلى معرفة وفهم وحكمة.
وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح الفرق بين الشجاعة في المرء والشجاعة في الحكيم:
- قد يكون شخص ما شجاعًا لأنه يحب المغامرة، فيخاطر بحياته في رياضة خطيرة مثل تسلق الجبال أو القفز بالمظلة. أما الحكيم فهو قد يرفض القيام بهذه الأشياء، لأنه يدرك المخاطر المصاحبة لها.
- قد يكون شخص ما شجاعًا لأنه يدافع عن الحق، فيواجه الظلم أو الفساد. أما الحكيم فهو قد يكون أكثر حذراً في اختيار أسلوب مواجهته للظلم أو الفساد، لأنه يدرك أن المواجهة غير الحكيمة قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وخلاصة القول أن الشجاعة في الحكيم هي شجاعة مميزة وقيمة، لأنها تستند إلى معرفة وفهم وحكمة.