الجواب:
نعم، إذا احترم الفرد حقوق الآخرين نال محبة الله. وذلك لأن احترام حقوق الآخرين هو تعبير عن محبة الله وطاعته. فالله خلق الإنسان وكرمه وجعله خليفة في الأرض، وأعطاه حقوقًا يجب عليه أن يحترمها، وواجبات يجب عليه أن يقوم بها. ومن أهم حقوق الإنسان حق الحياة، وحق الحرية، وحق المساواة، وحق الكرامة.
وإذا احترم الفرد حقوق الآخرين، فهذا يعني أنه يحب الله ويطيعه، لأنه يحترم خلقه ويحافظ على حقوقهم. كما أن احترام حقوق الآخرين يؤدي إلى بناء مجتمع عادل وسعيد، وهو ما يرضي الله ويجعله يحب هذا الفرد.
التوضيح:
هناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على أن احترام حقوق الآخرين هو تعبير عن محبة الله وطاعته. ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36].
وفي هذا الآية يأمر الله تعالى عباده باتباعه وطاعته، وأحد مظاهر هذه الطاعة هو احترام حقوق الآخرين، مثل حقوق الوالدين، والأقارب، واليتامى، والمساكين، والجيران، وابن السبيل، والعبيد.
وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن يحبه الله ورسوله فليحب إخوانه في الله" [رواه مسلم].
وفي هذا الحديث يوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن محبة الله ورسوله تتحقق من خلال محبة إخواننا في الله، ومن أهم مظاهر محبة إخواننا في الله احترام حقوقهم.
وبناءً على هذه الأدلة، يمكن القول أن احترام حقوق الآخرين هو تعبير عن محبة الله وطاعته، وهو ما يؤدي إلى بناء مجتمع عادل وسعيد، وهو ما يرضي الله ويجعله يحب هذا الفرد.