الإجابة على هذا السؤال تعتمد على تعريف الحضارة. إذا عرّفنا الحضارة بأنها مجموعة من الإنجازات الإنسانية في مختلف المجالات، مثل السياسة، والاقتصاد، والعلوم، والفن، والدين، فإن الإجابة هي نعم، بقيت مصر منشأ الحضارات.
فمصر القديمة هي مهد الحضارة الإنسانية، فقد نشأت فيها أول حضارة إنسانية متطورة، وهي حضارة وادي النيل، التي ظهرت في حوالي 3100 قبل الميلاد. وقد تميزت هذه الحضارة بالعديد من الإنجازات المهمة، مثل:
- ظهور الكتابة الهيروغليفية، وهي أول نظام كتابة حقيقي في العالم.
- بناء المعابد والمقابر الفخمة، مثل الأهرامات، وهي أحد عجائب الدنيا السبع القديمة.
- اختراع الزراعة، وتطوير نظام الري الحديث.
- تطوير علم الفلك، وبناء الأهرامات وفقًا لحسابات فلكية دقيقة.
وقد انتشرت هذه الحضارة إلى العديد من المناطق المجاورة، مثل بلاد الشام وبلاد الرافدين، وأثرت في تطور الحضارات الأخرى.
أما إذا عرّفنا الحضارة بأنها مجموعة من القيم والمعتقدات، فإن الإجابة هي لا، لم تعد مصر منشأ الحضارات. ففي الوقت الحاضر، هناك العديد من الحضارات في العالم، لكل منها قيمها ومعتقداتها الخاصة.
ولكن، لا يزال لمصر دور مهم في الحفاظ على الحضارات الإنسانية، فهي موطن العديد من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة، التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. كما أن مصر بلد متعدد الثقافات، ويعيش فيها العديد من الأشخاص من مختلف الديانات والثقافات.
وبذلك، يمكن القول أن مصر هي منشأ الحضارات الإنسانية، ولكنها لم تعد الحضارة الوحيدة في العالم. فهي بلد غني بالحضارة والتاريخ، ومازالت تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الحضارات الإنسانية.