الجواب:
العبارة "تَدُلُّ على التقوى وأنت مُقَصِّرٌ ... أيا مَنْ يُدَاوِي الناسَ وهو سَقِيمُ" تشير إلى أن الشخص الذي يدعي التقوى، لكنه في الواقع مقصر في التزاماته الدينية أو الأخلاقية، هو مثل الطبيب الذي يدعي أنه يعالج الناس، لكنه في الواقع مريض بنفس المرض الذي يعالجه.
فالتقوى هي مجموعة من الصفات والأخلاق التي تدل على قرب الإنسان من الله تعالى، وتشمل الإيمان بالله تعالى، وطاعته، والعمل الصالح، والأخلاق الحميدة. أما التقصير في التقوى فهو نقيض ذلك، وهو يعني عدم الالتزام بتلك الصفات والأخلاق.
وإذا كان الشخص يدعي التقوى، لكنه في الواقع مقصر في التزاماته الدينية أو الأخلاقية، فهذا يعني أنه يكذب على نفسه وعلى الآخرين، وأنه يتظاهر بشيء ليس فيه. وهذا أمر مذموم، لأنه يؤدي إلى تضليل الناس، وإلى نشر الفساد في المجتمع.
وأما التشبيه بين الطبيب المريض والشخص الذي يدعي التقوى وهو مقصر، فهو تشبيه دقيق، لأن الطبيب المريض لا يستطيع أن يعالج نفسه، بل يحتاج إلى طبيب آخر لعلاجه. وهكذا، فإن الشخص الذي يدعي التقوى وهو مقصر، لا يستطيع أن يرشد الآخرين إلى التقوى، بل يحتاج إلى أن يرشد هو نفسه إلى التقوى، وذلك من خلال الالتزام بالتزاماته الدينية والأخلاقية.
وإليك بعض الأمثلة على التقصير في التقوى:
- التقصير في الصلاة، أو عدم صلاتها أصلاً.
- التقصير في الزكاة، أو عدم أدائها أصلاً.
- التقصير في الصيام، أو عدم صيامه أصلاً.
- التقصير في الحج، أو عدم حجه أصلاً.
- التقصير في الأخلاق الحميدة، مثل الصدق والأمانة والرحمة.
وإذا كان الشخص يعاني من التقصير في التقوى، فعليه أن يسعى إلى التوبة إلى الله تعالى، وأن يتعهد بالالتزام بالتزاماته الدينية والأخلاقية.