استهل الشاعر قصيدته بأبيات شعر تسمى "الاستهلال". ووظيفتها هي تهيئة القارئ للقصيدة، وجذب انتباهه، وتعريفه بموضوع القصيدة.
وقد يختلف الاستهلال من قصيدة لأخرى، حسب غرض القصيدة وموضوعها. فمثلاً، إذا كانت القصيدة في مدح شخص ما، فقد يستفتح الشاعر قصيدته بذكر صفات هذا الشخص ومزاياه. وإذا كانت القصيدة في الهجاء، فقد يستفتح الشاعر قصيدته بذكر عيوب الشخص الذي يهجوه. وإذا كانت القصيدة في الفخر، فقد يستفتح الشاعر قصيدته بذكر إنجازاته ومآثره.
وهناك بعض الاستهلالات التي تتكرر في الشعر العربي، مثل:
- الاستهلال بالوقوف على الأطلال: وهو الاستهلال الذي يشير إلى ذكريات الشاعر القديمة، وحبه لمكان ما أو شخص ما.
- الاستهلال بالاستعانة بالإلهام: وهو الاستهلال الذي يشير إلى أن الشاعر يتلقى الإلهام من الله تعالى.
- الاستهلال بالتمني: وهو الاستهلال الذي يشير إلى أمنية الشاعر في تحقيق شيء ما.
وفيما يلي بعض الأمثلة على الاستهلال في الشعر العربي:
- استهلال عنترة بن شداد في قصيدته التي يمدح فيها محبوبته عبلة:
أَلا عَبْلَةُ مَا أنْتِ إلاَّ كَأَنَّكِ **ظِلُّ نَخْلَةٍ في مَنْزِلِ الْعَلَامِ
وَإِنَّكِ لَوْ تَعْلَمِينَ مَا بِقَلْبِي **لَأَرَيْتِنِي أَكْثَرَ التَّمَادِي في النَّصَامِ
- استهلال المتنبي في قصيدته التي يهجو فيها كافور الإخشيدي:
مَا كَانَ أَبُو الْعَاصِ أَحَقَّ بِمَدَحِهِ **مِنْكَ وَلَوْ كَانَ مُسْلِمًا مَتَنَبِّيًا
- استهلال أبو فراس الحمداني في قصيدته التي يعبر فيها عن حبه للصيد:
أَرَى النَّجْمَ يَخْدُرُ فِي الْأُفْقِ كَأَنَّهُ **لَمْ يَعْلَمْ بِهَلَاكِهِ وَلَا بِأَهْلِهِ