نعم، أرى أن تعبير "عاصي الدمع" الذي استهل به الشاعر كلامه يعطي فكرة عن شخصيته. فهذا التعبير يوحي بأن الشاعر يمتلك قدرة كبيرة على التحكم في عواطفه، فهو لا يبكي حتى لو كان مشتاقًا وولهانًا. وهذا يدل على أن الشاعر يتمتع بصفات القوة والشجاعة والصبر.
ويمكن أن نلاحظ هذه الصفات في الأبيات التالية:
- البيت الأول: "أراك عصي الدمع شيمتك الصبر"
- البيت الثاني: "أما للهوى نهي عليك ولا أمر"
- البيت الرابع: "ولكن مثلي لا يُذاع له سر"
ففي البيت الأول، يصف الشاعر نفسه بأنه "عاصي الدمع"، أي أنه لا يبكي، حتى لو كان مشتاقًا لحبيبته. وهذا يدل على أنه يمتلك قدرة كبيرة على التحكم في عواطفه.
وفي البيت الثاني، يسأل الشاعر نفسه: "أما للهوى نهي عليك ولا أمر؟" أي هل هناك شيء يمنع الهوى من أن يجعلني أبكي؟ ويجيب على نفسه: "بلى أنا مشتاق وعندي لوعة" أي أنني مشتاق لحبيبتي، ولكنني لا أبكي. وهذا يدل على أنه يسيطر على عواطفه، ولا يسمح لها بالسيطرة عليه.
وفي البيت الرابع، يقول الشاعر: "ولكن مثلي لا يُذاع له سر" أي أنني لا أكشف سر حبي لأحد. وهذا يدل على أنه يتمتع بصفة الشجاعة، فهو لا يخاف من الاعتراف بحبه، ولكنه يخشى أن يُساء فهمه.
وبناءً على ما سبق، يمكن القول أن تعبير "عاصي الدمع" يعطي فكرة عن شخصية الشاعر، وهي شخصية قوية وشجاعة وصبور، تتحكم في عواطفها، ولا تسمح لها بالسيطرة عليها.