الجملة "ولقد وعي سلفنا الصالح خطوره" تعني أن أسلافنا الصالحين كانوا على دراية بمخاطر التفريط في المال العام. وقد حذروا من ذلك في كثير من الأحاديث والمواقف العملية.
فمن الأحاديث النبوية التي تحث على صيانة المال العام ما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجالا يتخوّضون (يتصرفون بغير حق) في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة".
ومن المواقف العملية التي تدل على وعي السلف الصالح بأهمية المال العام ما فعله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فقد كان إذا انشغل بأمر من أمور المسلمين أضاء شمعة من بيت المسلمين؛ فإذا انصرف إلى شئونه الخاصة أطفأها، وأشعل شمعة من ماله الخاص، رغبة منه في الحرص على صيانة مال رعيته.
ولقد كان وعي السلف الصالح بمخاطر التفريط في المال العام ناتجاً من عدة عوامل، منها:
- فهمهم العميق لمعنى المال العام، وأنه ملك لجميع المسلمين، وأنه يجب أن يصرف في مصالحهم.
- إيمانهم بأهمية المال العام في تحقيق التنمية والرخاء للمجتمع.
- قناعتهم بأن التفريط في المال العام جريمة وخيانة للأمانة.
واليوم، وفي ظل التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية، فإن الحاجة إلى صيانة المال العام أكثر من أي وقت مضى. فالمال العام هو أساس التنمية والتقدم، ومن واجب كل مسلم أن يحرص عليه ويحميه من الضياع.