الإخلاص هو بذل الجهد على أكمل وجه، وتحقيق الأهداف بأقصى طاقات المرء، دون انتظار المقابل أو التطلع للمكاسب المادية. وهو من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، لأنه يُكسبه رضا الله تعالى، ويُقربه منه.
أما الإيمان فهو الاعتقاد الجازم بالله تعالى، وبرسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. وهو أساس جميع الأعمال الصالحة، وبدونه لا تصح العبادة.
ومعنى العبارة "ولا يقاس الإخلاص إلا بميزان الإيمان" هو أن الإخلاص لا يُقاس إلا بمقدار الإيمان في القلب. فكلما كان الإيمان أقوى، كان الإخلاص أعظم.
وذلك لأن الإخلاص إنما هو تعبير عن صدق الإيمان، وقوة التقوى، وكمال العبودية لله تعالى. فالذي يخلص لله تعالى في عمله، إنما يفعل ذلك لأنه يعتقد أن الله تعالى يراه ويعلمه، وأنه سيجازيه على عمله خير الجزاء.
وهناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على أن الإخلاص مرتبط بالإيمان. فالله تعالى يقول في سورة النساء: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
وبناءً على ما سبق، يمكن القول أن الإخلاص هو نتاج الإيمان، وأنهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. فكلما كان الإيمان أقوى، كان الإخلاص أعظم.