الحديث الشريف "كلكم راعٍ و كلكم مسؤل عن رعيته" هو حديث نبوي صحيح، رواه كل من البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
يعني هذا الحديث أن كل شخص في المجتمع مسؤول عن الآخرين الذين تحت ولايته أو رعايته. فالإمام راعٍ مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ مسؤول عن أهل بيته، والمرأة راعية مسؤولة عن بيت زوجها وأولاده، والعبد راعٍ مسؤول عن مال سيده.
ويشمل مفهوم "الرعية" كل من يرتبط بالإنسان بعلاقة مسؤولية، سواء كانت هذه العلاقة عائلية أو اجتماعية أو مهنية. فكل إنسان مسؤول عن تربية أبنائه ورعايتهم، ومسؤول عن مساعدة إخوانه المسلمين، ومسؤول عن أداء واجباته تجاه المجتمع.
ومعنى "المسؤولية" في هذا الحديث هو أن كل شخص مطالب بالعدل في معاملة رعيته، والقيام بمصالحهم في دينهم ودنياهم. فالإمام مسؤول عن إقامة العدل وتطبيق شرع الله في المجتمع، والرجل مسؤول عن توفير الاحتياجات الأساسية لأهل بيته، والمرأة مسؤولة عن تربية الأبناء ورعايتهم، والعبد مسؤول عن الحفاظ على مال سيده.
وهذا الحديث يؤكد أهمية المسؤولية في المجتمع الإسلامي، حيث يجعل كل شخص مسؤولاً عن نفسه وعن الآخرين. وهذا يساهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.
وفيما يلي بعض الأمثلة على تطبيق هذا الحديث في حياتنا اليومية:
- الأب مسؤول عن تربية أبنائه ورعايتهم، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وتوجيههم إلى الخير والصلاح.
- الأم مسؤولة عن تربية الأبناء ورعايتهم، وإعدادهم للحياة، وتنشئتهم على القيم الإسلامية.
- المعلم مسؤول عن تعليم الطلاب ورعايتهم، وتوجيههم إلى السلوك السوي.
- الطبيب مسؤول عن علاج المرضى ورعايتهم، وبذل قصارى جهده لشفائهم.
- القائد مسؤول عن حماية البلاد ومصالحها، وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين.
وهكذا، فإن الحديث الشريف "كلكم راعٍ و كلكم مسؤل عن رعيته" يدعو كل إنسان إلى أن يكون مسؤولاً عن نفسه وعن الآخرين، وأن يسعى إلى تحقيق الخير والصلاح في المجتمع.