الحديث الشريف "كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته" هو حديث نبوي صحيح، رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما. يُقصد بهذا الحديث أن كل إنسان مسؤول عن من تحت يده، سواء كانوا من أهله أو أصدقائه أو مرؤوسيه أو حتى مجرد أشخاص قابلهم في طريقه.
يشمل مفهوم الرعية كل من يرتبط بنا بعلاقة مسؤولية، سواء كانت هذه العلاقة رسمية أو غير رسمية. فالإمام راعٍ على المسلمين، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها، والعبد راعٍ على مال سيده، والخادم راعٍ على مال سيده، والأستاذ راعٍ على طلابه، والمدير راعٍ على مرؤوسيه، والصديق راعٍ على صديقه، والجار راعٍ على جاره، وهكذا.
والمسؤولية التي تقع على عاتق الراعي تتمثل في القيام بواجباته تجاه من تحت يده، بما في ذلك:
- حمايتهم من الضرر.
- تعليمهم وتوجيههم.
- توفير ما يحتاجون إليه من رعاية واهتمام.
وإذا قصّر الراعي في أداء واجباته، فإنه يُسأل عنها أمام الله تعالى يوم القيامة.
وفيما يلي بعض الأمثلة على مفهوم الرعية:
- الأب مسؤول عن رعاية أبنائه وتوفير ما يحتاجون إليه من طعام ومأوى وملبس وتربية دينية وأخلاقية.
- الأم مسؤولة عن رعاية أبنائها وتنشئتهم على الفضيلة والأخلاق الحميدة.
- المعلم مسؤول عن تعليم طلابه وتوجيههم إلى الصواب.
- المدير مسؤول عن إدارة المؤسسة التي يعمل بها وتحقيق أهدافها.
- الصديق مسؤول عن النصيحة والإرشاد لصديقه.
- الجار مسؤول عن الإحسان إلى جاره والتعاون معه.
وهكذا، فإن مفهوم الرعية هو مفهوم شامل يشمل كل من يرتبط بنا بعلاقة مسؤولية. وهو مفهوم مهم للغاية، لأنه يدعو إلى تحمل المسؤولية تجاه الآخرين، ويقوم على أساس الرحمة والعدل والإحسان.