يُعرّف ول ديورانت الحضارة بأنها "نظام اجتماعي يُعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي، وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق." ويشير هذا التعريف إلى أن الحضارة هي نتيجة لتطور الإنسان وسعيّه إلى تحسين ظروف حياته وتحقيق التقدم.
ويمكن استخلاص عدد من المبادئ من مفهوم الحضارة عند ول ديورانت، منها:
- الحضارة هي نتاج إبداع الإنسان ونشاطه. فالإنسان هو الذي يسعى إلى بناء الحضارة، من خلال أفكاره وإبداعاته وإنجازاته.
- الحضارة هي عملية مستمرة من التطور والتقدم. فالحضارة لا تقف عند حد معين، بل هي دائمة التطور والنمو.
- الحضارة هي عملية تفاعلية بين مختلف الثقافات. فالحضارات المختلفة تتفاعل فيما بينها، وتتأثر ببعضها البعض.
وفيما يلي تفصيل لهذه المبادئ:
أولاً: الحضارة هي نتاج إبداع الإنسان ونشاطه
يؤكد ول ديورانت على أن الحضارة هي نتاج إبداع الإنسان ونشاطه. فالإنسان هو الذي يسعى إلى تطوير أدواته وتقنياته، وإلى بناء المؤسسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. كما أنه هو الذي يبدع الفنون والعلوم والأدب.
ولهذا فإن الحضارة هي تعبير عن القدرات الفريدة للإنسان، ودليل على عظمته وإبداعه.
ثانياً: الحضارة هي عملية مستمرة من التطور والتقدم
يرى ول ديورانت أن الحضارة هي عملية مستمرة من التطور والتقدم. فعندما يحقق الإنسان تقدماً في مجال معين، فإنه يفتح الباب أمام مزيد من التقدم في المجالات الأخرى.
ولهذا فإن الحضارة لا تقف عند حد معين، بل هي دائمة التطور والنمو.
ثالثاً: الحضارة هي عملية تفاعلية بين مختلف الثقافات
يعتقد ول ديورانت أن الحضارات المختلفة تتفاعل فيما بينها، وتتأثر ببعضها البعض. فعندما تلتقي ثقافتان مختلفتان، فإنهما تتبادلان التأثيرات، مما يؤدي إلى إثراء كل منهما.
ولهذا فإن الحضارة هي عملية تفاعلية بين مختلف الثقافات.
وهذه المبادئ الثلاث تعكس الرؤية المتكاملة التي يتمتع بها ول ديورانت للحضارة. فهو يرى أن الحضارة هي نتاج إبداع الإنسان ونشاطه، وأنها عملية مستمرة من التطور والتقدم، وأنها عملية تفاعلية بين مختلف الثقافات.