الجواب:
إذا استجارني أحد من المشركين حتى يسمع كلام الله، فعلي أن أجره وأؤمنه حتى يسمع القرآن وتتلوه عليه. ثم بعد ذلك أبلغه مأمنه، أي مكان آمنه الذي جاء منه.
وذلك لأن الله تعالى أمرني بذلك في قوله:
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ
(سورة التوبة، الآية 6)
ومعنى الآية: أن الله تعالى يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعطي الأمان للمشركين إذا استجاروه، حتى يسمع كلام الله ويفهمه. ثم بعد ذلك يردّهم إلى مكان آمنهم.
وهذا الأمر صادر من رحمة الله تعالى بالناس، وحرصه على هدايتهم. فالله تعالى يريد أن يسمع المشركون كلامه، ويتعرفوا على دينه، حتى يؤمنوا به ويدخلوا في رحمته.
وأما قوله تعالى: ذلك بأنهم قوم لا يعلمون، فمعناه: أن الله تعالى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، لأن المشركين قوم جهلة لا يعلمون دين الله، ولا يعرفون الحق من الباطل. ولذلك فقد أعطاهم الله تعالى الأمان حتى يسمعوا كلامه، لعلهم يؤمنون به.
وهذا الأمر يدل على سعة رحمة الله تعالى، وحرصه على هداية الناس، حتى وإن كانوا من المشركين.