القصيدة "نجوى" للشاعر السوري خير الدين الزركلي، وهي قصيدة وطنية تعبر عن مشاعر الشاعر في الغربة عن وطنه الأم.
يبدأ الشاعر القصيدة بوصف حال عينيه بعد فراق الوطن، فيقول:
نجوى عيناي بعد فراق الوطنا كأحزان غريبة في ليلة ظلماء
يشبه الشاعر عينيه بالأحزان التي تحيط بالغريب في ليلته المظلمة، فبعد أن فارقت عيناه وطنهما لم تعد تألف الناس ولا المساكن التي تعيش فيها، بل هي دائمة البكاء والدمع ينهمر منها، ودائمًا هي قلقة قد أصابها الأرق فلا تنعم بالنوم ولا الراحة ولا أيّ شيء من ذلك.
ويصف الشاعر حاله في الغربة فيقول:
أحاول كتمان الدمع، ولكنه يأبى أن يكفّ عن الهطول ولي في تلك الديار ذكريات هي الحياة التي أعيش بها اليوم
يحاول الشاعر كتمان دموعه، ولكنه لا يستطيع ذلك، فالدموع هي تعبير عن مشاعره الحزينة التي لا يمكنه إخفائها. ولديه في وطنه ذكريات عتيقة هي الحياة التي يعيش بها اليوم، فهذه الذكريات هي ما يصبره على ألم الغربة.
ويختتم الشاعر قصيدته بالقول:
إن الغريب متى غادر وطنه فإنه عرضة للعذاب الأبدي حتى وإن استقرّ في الغربة واتخذ له بيتًا فإنّ ذلك لن يغنيه عن وطنه
يؤكد الشاعر أن الغريب متى غادر وطنه فإنه لن يجد السعادة أبدًا، حتى وإن استقر في الغربة وبنى له بيتًا، فوطنه هو المكان الذي ينتمي إليه ويشعر بالراحة فيه.
وتأتي القصيدة على وزن بحر الطويل، وهي من السهلة الفهم، واللغة فيها فصيحة وبليغة.
وفيما يلي شرح الأبيات تفصيلاً:
البيت الأول
نجوى عيناي بعد فراق الوطنا كأحزان غريبة في ليلة ظلماء
- نجوى: صوت خافت.
- الوطنا: الوطن.
- أحزان: جمع حزن، وهو الهم والحسرة.
- غريبة: بعيدة عن وطنها.
- ليلة ظلماء: ليلة مظلمة لا ضوء فيها.
يصف الشاعر حال عينيه بعد فراق الوطن فيقول: "نجوى عيناي بعد فراق الوطنا". أي أن عينيه تتحدث بصوت خافت حزين، كأحزان غريبة في ليلة مظلمة.
البيت الثاني
أحاول كتمان الدمع، ولكنه يأبى أن يكفّ عن الهطول
- أحاول: أبذل جهدًا.
- كتمان الدمع: إخفاءه.
- يأبى: يرفض.
- الهطول: السقوط.
يصف الشاعر حاله فيقول: "أحاول كتمان الدمع، ولكنه يأبى أن يكفّ عن الهطول". أي أنه يحاول إخفاء دموعه، ولكنه لا يستطيع ذلك، فالدموع هي تعبير عن مشاعره الحزينة التي لا يمكنه إخفائها.
البيت الثالث
ولي في تلك الديار ذكريات هي الحياة التي أعيش بها اليوم
- تلك الديار: الوطن.
- ذكريات: أشياء تذكر بها الماضي.
- هي الحياة التي أعيش بها اليوم: أي هي التي تعيش بها اليوم.
يقول الشاعر: "ولي في تلك الديار ذكريات، هي الحياة التي أعيش بها اليوم". أي أنه لديه في وطنه ذكريات عتيقة هي الحياة التي يعيش بها اليوم، فهذه الذكريات هي ما يصبره على ألم الغربة.
البيت الرابع
إن الغريب متى غادر وطنه فإنه عرضة للعذاب الأبدي
- الغريب: من غادر وطنه.
- غادر: ترك.
- العذاب الأبدي: العذاب الذي لا ينتهي.
يقول الشاعر: "إن الغريب متى غادر وطنه فإنه عرضة للعذاب الأبدي". أي أن الغريب لا يمكنه أن يجد السعادة أبدًا إذا غادر وطنه، فوطنه هو المكان الذي ينتمي إليه ويشعر بالراحة فيه
