نعم، عبدت الأمم السابقة الأولياء والصالحين، وذلك بأشكال مختلفة، منها:
- عبادة الأصنام: حيث اتخذت الأمم السابقة أصنامًا من الحجارة والخشب وغيرها، وعبدتها من دون الله، وكان بعضها على شكل الأولياء والصالحين، مثل عبادة قوم نوح الملائكة، وعبادة قوم إبراهيم الأصنام التي كانت على شكل الأنبياء والصالحين.
- عبادة البشر: حيث عبدت بعض الأمم السابقة البشر من دون الله، مثل عبادة قوم فرعون السحرة، وعبادة قوم لوط قوم لوط.
- عبادة الأولياء والصالحين: حيث عبدت بعض الأمم السابقة الأولياء والصالحين أنفسهم، وذلك بعد موتهم، اعتقادًا منهم أنهم يقربونهم إلى الله، أو أنهم قادرون على قضاء حوائجهم.
وكانت عبادة الأمم السابقة للأولياء والصالحين على شكل عبادة لله، حيث كانوا يسجدون لهم، ويدعونهم، ويذبحون لهم، ويطلبون منهم المساعدة في أمورهم. وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في العديد من الآيات، منها قوله تعالى:
- {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تُرِيَنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف: 109].
- {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَن نَّعْبُدَهُ} [إبراهيم: 28].
- {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3-4].
وقد نهى الله تعالى عن عبادة الأولياء والصالحين، وأمر بالعبادة له وحده، فقال تعالى:
- {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5].
- {فَاعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [العنكبوت: 11].
وخلاصة القول أن عبادة الأمم السابقة للأولياء والصالحين كانت عبادة شركية، وسببها الجهل بالله تعالى، وضعف الإيمان.