نعم، إن جميع أمور الحياة تسير بقدرة الله تعالى. فهو الذي خلق الكون وما فيه، وهو الذي يسير أموره كلها، وهو الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن.
وقد دل على ذلك كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، منها:
- قول الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (الروم: 40).
- وقوله تعالى: "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (يونس: 61).
- وقوله تعالى: "وَمَا تَكُونُ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَإِنْ تَسْتَعْتِبُوا فَإِنَّ عَلَيْهِ الْإِسْعَادُ وَإِنْ تَسْتَغْفِرُوهُ فَغَفُورٌ رَحِيمٌ" (النحل: 53).
وأما الأحاديث النبوية، ففيها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" (رواه الترمذي).
وبناءً على ذلك، فإن المسلم ينبغي أن يؤمن بأن جميع أمور حياته تسير بقدرة الله تعالى، وأن لا ينسبها إلى غيره، وأن يعتمد عليه في كل شيء، وأن يثق بحكمته ورحمته.
وهذا الإيمان بقدر الله تعالى له آثار إيجابية كثيرة على المسلم، منها:
- أنه يشعر بالطمأنينة والراحة، لأنه يعلم أن الله تعالى هو الذي يسير أموره، وأنه لن يضيعه.
- أنه يصبر على المصائب والابتلاءات، لأنه يعلم أنها من الله تعالى، وأنها تأتي لحكمة.
- أنه يحرص على أداء العبادات والطاعات، لأنه يعلم أن الله تعالى هو الذي يتقبلها منه.
- أنه يدعو الله تعالى في كل وقت، ويطلب منه العون والمساعدة.
ولذلك، فإن المسلم ينبغي أن يحرص على تقوية إيمانه بقدر الله تعالى، وأن يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال الإكثار من قراءة القرآن الكريم، وسماع الأحاديث النبوية، والتعلم من سير الصالحين.
