نعم، إن الله رحمته واسعة. وقد وردت هذه العبارة في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى:
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
(الأعراف: 156)
وقوله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
(الشورى: 25)
وقوله تعالى:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
(الزمر: 53)
فهذه الآيات وغيرها تدل على أن رحمة الله تعالى واسعة، وأنها لا تحيط بها حدود، وأنها تمتد لكل خلقه، حتى لمن أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي والذنوب.
ومعنى الرحمة الواسعة: أنها تحيط بكل شيء، ولا تشملها الحدود والأبعاد، وأنها تمتد إلى كل مخلوق، حتى إلى أشد العصاة والمعتدين.
ورحمة الله تعالى واسعة في معانيها، فهي تتضمن الرأفة والعفو والمغفرة والتسامح، كما أنها تتضمن الرزق والخير والنماء.
ورحمة الله تعالى شاملة لكل شيء، فهي تشمل الخلق والرزق والهداية والنصر والنجاة.
ورحمة الله تعالى لا تتوقف، فهي مستمرة إلى يوم القيامة، وتشمل أهل الجنة والنار.
ورحمة الله تعالى هي سبب السعادة في الدنيا والآخرة، فمن تعلق برحمة الله تعالى وأمل فيها، فسيسعد في الدنيا والآخرة.