صورة الحبيبة في شعر جميل، وهو أحد أشهر شعراء الغزل العذري في العصر الأموي، تتميز بالآتي:
- التركيز على الجانب الروحي والأخلاقي في الحبيبة: لا يهتم جميل بوصف جمال الحبيبة الجسدي، بل يركز على وصف جمالها الروحي والأخلاقي، فهو يصف طيبة قلبها، وكرمها، وعفافها، وذكائها، وجمال أخلاقها.
- الحب العفيف: يصور جميل حبه لبثينة على أنه حب عفيف طاهر، لا يخلو من الحنين والشوق، ولكنه لا يتجاوز حدود الأدب والأخلاق.
- البعد والهجر: تتميز قصائد جميل بالغزل بالبعد والهجر، فحبيبته بثينة كانت بعيدة عنه، مما زاد من حبه وشوقه لها.
ومن الأمثلة على ذلك قوله في قصيدة "ألا ليت ريعان الشباب جديد":
ألا ليت ريعان الشباب جديد ** و دهرا تولّى يا بثين يعود ليت شعري متى ألقاك يا بثينة ** وأرى وجهك يا بثينة وعيد فما زال ينمى حب جمل وتضعف ** حبائبه حتى ما بقى معيد فما يرجى من بعدك شيء ** ولا أرى معك إلا ما أريد
وفي قصيدة "خليليّ عوجا اليوم حتّى تسلّما":
خليليّ عوجا اليوم حتّى تسلّما ** على بثينة في دارها وفطماها فسلّما عليها منّي وقلّا لها ** إنّا على العهد الذي عهدت لنا إنّي أحبك يا بثينة كما ** أحبّ الله الذي خلق السماوات فما لي أراك في عينيّ كأنها ** ماء السماء في مرآة صافية
وهكذا، فإن صورة الحبيبة في شعر جميل تتميز بالجمال الروحي والأخلاقي، والحب العفيف الطاهر، والبعد والهجر.