تتناول أقصوصة "في شاطئ حمام الأنف" للطاهر ڨيڨة مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، من أبرزها:
- الفقر والتهميش: تسلط الأقصوصة الضوء على معاناة الفقراء والطبقات المهمشة في المجتمع، حيث يصور الراوي حياة الصبي "صادق" الذي يعيش في حومة شعبية فقيرة، ويضطر للعمل في سن مبكرة لكسب لقمة العيش.
- الظلم والاستبداد: تشير الأقصوصة إلى ظلم السلطة واستغلالها للناس، حيث يمثل شخصية المحامي رمزًا للسلطة والظلم، فهو يستغل منصبه ونفوذه لإيذاء صادق.
- فساد الصحافة: تنتقد الأقصوصة فساد الصحافة وانحرافها عن دورها الحقيقي، حيث تنشر الإشاعات وتروج للأخبار الكاذبة دون التحري والتثبت من صحتها، وهو ما يؤدي إلى مأساة صادق.
- تفشي القيم الأخلاقية المتدنية: تشير الأقصوصة إلى تفشي القيم الأخلاقية المتدنية في المجتمع، حيث يصور الراوي بعض الشخصيات التي تتسم بالكذب والنفاق والتزلف، مثل شخصية المحامي وشخصية الشرطي.
وبشكل عام، يمكن القول أن أقصوصة "في شاطئ حمام الأنف" هي نقد اجتماعي للواقع التونسي في فترة الاستقلال، حيث تسعى إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي كانت تعاني منها البلاد آنذاك.
وفيما يلي تفصيل أكثر لقضايا الأقصوصة:
الفقر والتهميش:
يستهل الراوي الأقصوصة بوصف المكان الذي يعيش فيه صادق، وهو حومة شعبية فقيرة تعاني من الإهمال والفساد، حيث يقول: "خرج صادق من بيته المتهالك في حومة شعبية بائسة، تناثرت فيها الخرائب، وتهاوت الجدران، وظهرت منها أعمدة الكهرباء الخرسانية العارية، ووقف يتأمل البحر الذي يلمع في ضوء الشمس كقطعة من الفضة".
ويوضح الراوي أن صادق هو ابن عمه، وهو طفل فقير يعمل في بيع الجرائد، ويضطر للعمل في سن مبكرة لكسب لقمة العيش، حيث يقول: "صادق طفل صغير، لا يزيد عمره عن عشر سنوات، لكنه يعمل في بيع الجرائد، ويساعد عمه في أعمال البناء".
ويظهر الفقر والتهميش الذي يعيشه صادق في العديد من المشاهد في الأقصوصة، مثل مشهده وهو يبيع الجرائد في الشارع، حيث يتعرض للمضايقة من قبل أصحاب المحلات التجارية، ومشهده وهو يتعرض للظلم من قبل المحامي.
الظلم والاستبداد:
يمثل شخصية المحامي رمزًا للسلطة والظلم، فهو يستغل منصبه ونفوذه لإيذاء صادق، حيث يأمر الشرطي بحبسه دون وجه حق.
ويظهر ظلم السلطة والاستبداد في العديد من المشاهد في الأقصوصة، مثل مشهد اعتقال صادق من قبل الشرطي بناءً على أمر المحامي، ومشهد محاكمة صادق أمام القاضي، ومشهد إعدام صادق.
فساد الصحافة:
تشير الأقصوصة إلى فساد الصحافة وانحرافها عن دورها الحقيقي، حيث تنشر الإشاعات وتروج للأخبار الكاذبة دون التحري والتثبت من صحتها، وهو ما يؤدي إلى مأساة صادق.
ويظهر فساد الصحافة في مشهد نشر الصحف خبرًا كاذبًا عن سرقة صادق لسيارة المحامي، وهو الخبر الذي يؤدي إلى اعتقاله وإعدامه.
تفشي القيم الأخلاقية المتدنية:
تشير الأقصوصة إلى تفشي القيم الأخلاقية المتدنية في المجتمع، حيث يصور الراوي بعض الشخصيات التي تتسم بالكذب والنفاق والتزلف، مثل شخصية المحامي وشخصية الشرطي.
ويظهر تفشي القيم الأخلاقية المتدنية في العديد من المشاهد في الأقصوصة، مثل مشهد كذب المحامي أمام القاضي، ومشهد تزلف الشرطي للمحامي.