مقدمـــــة
قصيدة "اختلاف النهار والليل" لأحمد شوقي من أشهر قصائده، وهي من قصائده المهجرية التي نظمها في مصر بعد عودته من فرنسا. تعبر القصيدة عن مشاعر الحنين والشوق للوطن، وتصور معاناة الشاعر في غربته.
الموضوع
يتناول نص "اختلاف النهار والليل" موضوعين رئيسيين هما:
- الحنين للوطن: يعبر الشاعر في القصيدة عن مشاعر الحنين والشوق للوطن، ويتذكر أيامه الخوالي التي قضاها فيه.
- معاناة الغربة: يصور الشاعر معاناة الغربة التي يعيشها، ويعبر عن ألمه بسبب هجرته عن وطنه.
التحليل
يبدأ الشاعر القصيدة بمقدمة يعلن فيها عن موضوعها، وهو الحنين للوطن، فيقول:
اختلاف النهار والليل ينسي ما مضى من دهر وأهله
يشبه الشاعر في هذه الأبيات اختلاف النهار والليل بالإنسان الذي ينسى ما مضى من أيامه، ويوحي بذلك إلى أن الحنين للوطن أمر لا يمكن أن ينسى.
ثم ينتقل الشاعر إلى وصف مشاعر الحنين والشوق التي يعيشها، فيقول:
كأن الصبا يوم أن مضى امرأة لعوب خدعتني
يشبه الشاعر في هذه الأبيات الصبا بالمرأة اللعوب التي خدعته، ويوحي بذلك إلى أن أيام الصبا كانت أيامًا جميلة وممتعة، ولكنه فقدها الآن.
ويواصل الشاعر وصف مشاعره، فيقول:
قلبي في البعد كالمسافر ينسى وطنه وهو مسافر
يشبه الشاعر في هذه الأبيات القلب بالمسافر الذي ينسى وطنه وهو مسافر، ويوحي بذلك إلى أن الغربة تجعل الإنسان ينسى وطنه وأهله.
ثم ينتقل الشاعر إلى وصف معاناة الغربة التي يعيشها، فيقول:
ابنة اليم ما أبوك بخيل ماله مولعاً بمنع وحبس؟
يشبه الشاعر في هذه الأبيات السفينة بابنة اليم، ويسأل البحر عن سبب منعه من العودة إلى وطنه.
ويواصل الشاعر وصف معاناة الغربة، فيقول:
لولا أنني أرى نيلها ينساب بين ربوعها
يتذكر الشاعر نهر النيل الذي يرمز إلى مصر، ويعبر عن رغبته في العودة إلى وطنه.
ويختم الشاعر القصيدة بذكر بعض ذكرياته عن وطنه، فيقول:
أين مروان في المشارق عرش أموي وفي المغارب كرسي؟
يذكر الشاعر بعض المعالم التاريخية لمصر، ويعبر عن افتخاره بتاريخها.
الأسلوب
استخدم الشاعر في قصيدة "اختلاف النهار والليل" مجموعة من الأساليب البلاغية، منها:
- التشبيه: استخدم الشاعر التشبيه في العديد من الأبيات، مثل تشبيه الصبا بالمرأة اللعوب، وشبه القلب بالمسافر، وشبه السفينة بابنة اليم.
- الطباق: استخدم الشاعر الطباق في بعض الأبيات، مثل قوله: "النهار والليل"، و"ينسى وأنسى".
- الاستعارة المكنية: استخدم الشاعر الاستعارة المكنية في بعض الأبيات، مثل قوله: "ابنة اليم".
الخصائص الفنية
تتميز قصيدة "اختلاف النهار والليل" بمجموعة من الخصائص الفنية، منها:
- الوحدة العضوية: تتميز القصيدة بوحدة موضوعية ووحدة فنية، حيث تعبر عن موضوع واحد وهو الحنين للوطن، وتستخدم نفس الأسلوب الفني في جميع الأبيات.
- الموسيقى الشعرية: تتميز القصيدة بالموسيقى الشعرية المتنوعة، مثل استخدام القافية الموحدة، واستخدام التكرار، واستخدام الوزن الشعري الخفيف.
الخاتمة
تعتبر قصيدة "اختلاف النهار والليل" من أشهر قصائد أحمد شوقي، وهي من القصائد المؤثرة التي تعبر عن مشاعر الحنين والشوق للوطن.