تحليل نص "محا البين ما أبقت عيون المها مني"
المقدمة
نص "محا البين ما أبقت عيون المها مني" للشاعر المصري محمود سامي البارودي، وهو من أشهر قصائده في موضوع الغربة والاشتياق. نظمها الشاعر في زمن نفيه من مصر على يد الخديوي توفيق، وعبر فيها عن ألمه وحزنه على فراق الوطن والحبيبة.
التحليل
يبدأ الشاعر قصيدته بوصف حالته النفسية التي آلت إليها بسبب الفراق، فيقول:
محا البين ما أبقت عيون المها مني فشِبتُ ولم أقضِ اللُّبانة من سني
يصف الشاعر في البيت الأول كيف أزال الفراق جماله وشبابه، حتى أصبح مثل الشيخ المسن، وذلك من شدة ألمه وحزنه. ويؤكد ذلك في البيت الثاني، حيث يقول إنه لم يعش حياته كما يريد، ولم يتمكن من تحقيق أحلامه بسبب الفراق.
ثم ينتقل الشاعر إلى وصف حبيبته، فيقول:
كأن عينيها حين تبدُو تبدو بُرقٌ في ليلٍ ظلامٍ مُدلهمِ
يشبه الشاعر حبيبته في جمالها وفتنتها بالبرق في الليل المظلم، حيث تشع النور والجمال في وسط الظلام. ويصف جمال عينيها بشكل خاص، حيث يقول إنها تبدو مثل البرق في ظلام الليل.
ثم يعبر الشاعر عن اشتياقه لحبيبته، فيقول:
كأن ظبياتٍ هُنَّ في غاباتٍ يَتَلَعَّثنَ في رياضٍ وأَدِيمِ
يشبه الشاعر حبيبته في جمالها ودلالها بالظباء في الغابات، حيث تلعب وتتراقص في وسط الخضرة والجمال. ويصف جمالها بشكل خاص، حيث يقول إنها تبدو مثل الظباء في الغابات.
ثم يعبر الشاعر عن ندمه على الفراق، فيقول:
ليت شعري ما شأني لو كنتُ بها وكنتُ معهنَّ في تلكَ الغُصونِ
يعبر الشاعر في البيت الأول عن رغبته في العودة إلى حبيبته، حيث يقول إنه يتمنى لو كان معها في الغابات. ويؤكد ذلك في البيت الثاني، حيث يقول إنه يتمنى لو كان معهن في تلك الغصون.
ثم يختم الشاعر قصيدته بلوم الناس الذين لا يفهمون معاناته، فيقول:
ألا، عجبًا لِمَنْ يرى حالي عجبًا وما يدري ما أعاني من همٍّ وغُصونِ
يلوم الشاعر الناس في البيت الأول لأنهم لا يفهمون معاناته، حيث يقول إنه لا يعجب من أحد يرى حالته، لأنه لا يعلم ما يعاني من هم وغصون. ويؤكد ذلك في البيت الثاني، حيث يقول إنه لا يعلم ما يعاني من هم وغصون.
الخصائص الفنية للنص
يتميز نص "محا البين ما أبقت عيون المها مني" بمجموعة من الخصائص الفنية، منها:
- استخدام اللغة الفصيحة القوية، حيث استخدم الشاعر اللغة العربية الفصحى بشكل قوي وفصيح، مما يعكس ثقافته العالية وتمكنه من اللغة.
- استخدام الصور البلاغية، حيث استخدم الشاعر مجموعة من الصور البلاغية، مثل التشبيه والاستعارة، مما يساهم في إثراء النص وجعله أكثر جمالاً وتأثيراً.
- استخدام الإيقاع الموسيقي، حيث استخدم الشاعر مجموعة من العناصر الموسيقية، مثل القافية والوزن، مما يساهم في سهولة حفظ النص وروايته.
الخاتمة
نص "محا البين ما أبقت عيون المها مني" هو نص شعري جميل يعبر عن معاناة الشاعر في الغربة والاشتياق. يتميز النص بمجموعة من الخصائص الفنية، مثل استخدام اللغة الفصيحة القوية، واستخدام الصور البلاغية، واستخدام الإيقاع الموسيقي.
