قصيدة "ضفاف بردى" للشاعر اللبناني بشارة الخوري (الأخطل الصغير) هي قصيدة وصفية غنائية وطنية، نظمها الشاعر في العام 1927م، وهي من أشهر قصائده. تعبر القصيدة عن حب الشاعر لبلده سوريا، وتعلقه بطبيعتها الخلابة، وتراثها الأصيل.
تتكون القصيدة من 20 بيتاً، مقسمة إلى ثلاثة مقاطع.
المقاطع الأولى والثاني
في المقاطع الأولى والثاني، يصف الشاعر نهر بردى، أحد أشهر أنهار سوريا، ويصف جماله وسحره. فيقول:
سَلْ عن قديم هواك هذا الوادي هَل كان يخفق فيه غير فؤادي
أنَا مذ أتيت النهر آخِر لَيْلَةٍ كَانَت لنا ذكراته إنشادي
وسَأَلته عن ضفتيه: ألم يَزل لي فيهما أرجُوحتي ووسَادي
تِلك العشِيَّة ما تزايل خاطري في سفح دمر والضفاف هَوادي
في هذه الأبيات، يخاطب الشاعر نهر بردى، ويسأله عن حبه القديم، ويؤكد أن قلبه لا ينفك عن عشقه. كما يصف الشاعر ضفتي النهر، ويذكر أنه كان يجلس عليها في ليلة سابقة، وكانت ذكريات ذلك المساء لا تفارقه.
المقاطع الثالثة
في المقاطع الثالثة، ينتقل الشاعر إلى وصف جمال الطبيعة السورية، ويؤكد على ارتباطه بها. فيقول:
هَيَّا نَسِرُ على هَواءِ الْجِبَالِ ونَمْشِي على هَواءِ السَّهْلِ
ونَسْمَعُ هَدِيرَ الْعَواصِفِ ونَنْظُرُ إلى هَدْوءِ الْأَوْدِيَةِ
وَنَجْلِسُ تحتَ شَجَرِ الْخَرْزِ وَنَرْتَعِ في ماءِ الْبَرَدِ
وَنَحْتَسِيْ مِنْ رَوْحِ الْرِيَاحِ ونَسْمَعُ هَديلَ الْبَرْقِ
في هذه الأبيات، يدعو الشاعر المخاطب إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة السورية، ويؤكد على ارتباطه بها. كما يصف الشاعر بعض مظاهر الطبيعة السورية، مثل الجبال والسهول والعواصف والأودية والأشجار والينابيع والرياح والبرق.
الفكرة العامة للقصيدة
تعبر قصيدة "ضفاف بردى" عن حب الشاعر لبلده سوريا، وتعلقه بطبيعتها الخلابة، وتراثها الأصيل. كما تعبر القصيدة عن تعلق الشاعر بالوطن، ورغبته في العودة إليه.
الخصائص الفنية للقصيدة
تتميز قصيدة "ضفاف بردى" بخصائص فنية عديدة، منها:
- استخدام الصور الفنية المتنوعة، مثل التشبيه والاستعارة والكناية.
- استخدام الأسلوب الوصفي الغنائي، الذي يعتمد على التعبير عن المشاعر والأحاسيس.
- استخدام الألفاظ والتراكيب الجميلة، التي تساهم في تحقيق التأثير المطلوب في المتلقي.
أهمية القصيدة
تعد قصيدة "ضفاف بردى" من أشهر قصائد الشاعر بشارة الخوري، وقد حظيت باهتمام كبير من النقاد والقراء. كما تم تلحين القصيدة وغناءها من قبل العديد من الفنانين العرب.