في نصه "المؤسسات كمظهر ثقافي" من كتابه "منار الفلسفة" (ص 68)، يطرح الفيلسوف الأمريكي ويل ديورانت اطروحة مفادها أن المؤسسات هي أحد مظاهر الثقافة الإنسانية. ويستند ديورانت في هذه الأطروحة إلى مجموعة من الحجج، منها:
- أن المؤسسات هي نتاج نشاط الإنسان الثقافي، إذ إنها تنشأ وتتطور عبر الزمن بفعل التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد.
- أن المؤسسات تعكس القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، فهي تعبر عن ما هو مرغوب فيه ومقبول في ذلك المجتمع.
- أن المؤسسات تلعب دوراً هاماً في تنظيم حياة الأفراد وتوجيه سلوكهم، فهي توفر لهم إطاراً اجتماعياً يضمن لهم الاستقرار والأمن.
ويقدم ديورانت أمثلة على المؤسسات الثقافية المختلفة، مثل الأسرة، والدولة، والدين، والأخلاق، والفن. ويوضح أن كل هذه المؤسسات تساهم في تشكيل شخصية الإنسان وتحديد هويته الثقافية.
ويمكن أن نوضح اطروحة ديورانت من خلال مثال الأسرة. فالأسرة هي مؤسسة ثقافية أساسية، فهي تنشأ وتتطور عبر الزمن بفعل التفاعلات الاجتماعية بين أفرادها. وتعكس الأسرة القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، فهي تعبر عن ما هو مرغوب فيه ومقبول في ذلك المجتمع. وتلعب الأسرة دوراً هاماً في تنظيم حياة الأفراد وتوجيه سلوكهم، فهي توفر لهم إطاراً اجتماعياً يضمن لهم الاستقرار والأمن.
وهكذا، فإن اطروحة ديورانت تؤكد على أهمية المؤسسات الثقافية في حياة الإنسان. فهي تلعب دوراً أساسياً في تشكيل شخصية الإنسان وتحديد هويته الثقافية.
وفيما يلي بعض التوضيح الإضافي لأطروحة ديورانت:
- مؤسسات ثقافية أساسية: تتمثل المؤسسات الثقافية الأساسية في تلك التي تنشأ وتتطور عبر الزمن وتلعب دوراً هاماً في تنظيم حياة الأفراد وتوجيه سلوكهم. وتشمل هذه المؤسسات الأسرة، والدولة، والدين، والأخلاق، والفن.
- مؤسسات ثقافية ثانوية: تتمثل المؤسسات الثقافية الثانوية في تلك التي تنشأ وتتطور في فترة زمنية محددة وتلعب دوراً هاماً في المجتمع في تلك الفترة. وتشمل هذه المؤسسات المؤسسات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإعلامية.
- الثقافة المادية: تتمثل الثقافة المادية في الأشياء المصنوعة من قبل الإنسان، مثل الأدوات، والملابس، والمباني، والأعمال الفنية.
- الثقافة غير المادية: تتمثل الثقافة غير المادية في القيم، والعادات، والتقاليد، والمعتقدات، والفن.
وأخيراً، يمكن القول أن اطروحة ديورانت تساهم في فهم أهمية الثقافة الإنسانية في حياة الإنسان. فهي تؤكد على أن المؤسسات الثقافية هي أحد مظاهر الثقافة الإنسانية، وأنها تلعب دوراً أساسياً في تشكيل شخصية الإنسان وتحديد هويته الثقافية.