محمد مهدي الجواهري: شاعر دمشق
يعد الشاعر محمد مهدي الجواهري من أشهر شعراء العربية في القرن العشرين، وقد تغنى في شعره بالكثير من المدن العربية، ومن بينها دمشق التي زارها عدة مرات، ووقع في غرامها، وكتب عنها أجمل القصائد.
زيارة الجواهري لدمشق
زار الجواهري دمشق لأول مرة عام 1955، وكان في ذلك الوقت يقيم في العراق، وقد استقبلته دمشق استقبالاً حافلاً، ونظمت له حفلة استقبال كبيرة في دار الأوبرا، ألقى فيها قصيدة رائعة بعنوان "دمشق يا جبهة المجد".
أعجب الجواهري بدمشق كثيراً، وكتب عنها العديد من القصائد، منها قصيدة "دمشق يا جبهة المجد"، وقصيدة "يا جلَّق الشام"، وقصيدة "دمشق يا عاصمة الشعوب".
دمشق في شعر الجواهري
تغنى الجواهري بدمشق في شعره، ووصفها بأنها المدينة الجميلة، ذات التاريخ العريق، والحضارة العريقة، كما وصفها بأنها المدينة الصامدة، التي تواجه كل التحديات.
ومن أجمل ما قاله الجواهري في مدح دمشق:
دمشق يا جبهة المجد
شممت ترابك لا زُلْفى ولا مَلَقا
وسِرتُ قَصْدَكِ لا خِبّاً، ولا مَذِقا
وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفاً
إلاّ إليكِ،ولا أَلْفَيْتُ مُفْتَرَقا
كنتِ الطَّريقَ إلى هاوٍ تُنازِعُهُ
نفسٌ تَسُدُّ عليهِ دونَها الطُّرُقا
وكان قلبي إلى رُؤياكِ باصِرَتي
حتى اتَّهَمْتُ عليكِ العينَ والحَدَقا
شممتُ تُرْبَكِ أَسْتافُ الصِّبا مَرِحاً
والشَّمْلُ مُؤْتَلِفاً، والعِقْدُ مُؤْتَلِقا
وسِرْتُ قَصْدَكِ لا كالمُشْتَهي بَلَداً
لكنْ كَمَنْ يَتَشَهّى وَجْهَ مَن عَشِقا
دمشق والوحدة العربية
كان الجواهري شاعراً قومياً، وكان يؤمن بالوحدة العربية، وقد رأى في دمشق رمزاً للوحدة العربية، ومدينة تجمع العرب من كل أقطار الوطن العربي.
ومن أجمل ما قاله الجواهري في مدح دمشق ورمزيتها للوحدة العربية:
قالوا (دِمَشْقُ) و(بَغْدادٌ) فقلتُ هما
فَجْرٌ على الغَدِ مِن أَمْسَيْهِما انْبَثَقا
ما تَعْجَبونَ؟ أَمِنْ مَهْدَيْنِ قد جُمِعا
أَم تَوْأَمَيْنِ على عَهْدَيْهِما اتَّفَقا
أَم صامِدَيْنِ يَرُبَّانِ المَصيرَ مَعاً حُبَّاً
ويَقْتَسِمانِ الأَمْنَ والفَرَقا
خاتمة
يعد محمد مهدي الجواهري أحد أبرز شعراء العربية في القرن العشرين، وقد تغنى في شعره بالكثير من المدن العربية، ومن بينها دمشق التي زارها عدة مرات، ووقع في غرامها، وكتب عنها أجمل القصائد.
