نعم، الخلق الحميد فضيلة تحلى بها قلوب الأنبياء، بل هي من أهم صفات الأنبياء ورسل الله تعالى. فقد وصف الله تعالى أنبياءه بحسن الخلق، فقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4).
وحسن الخلق هو مجموعة من الصفات الحميدة التي تجتمع في نفس الإنسان، والتي تجعله محبوبًا بين الناس، وتجعله محل ثقة واحترام. ومن هذه الصفات:
- العدل، وهو إعطاء كل ذي حق حقه.
- الصدق، وهو قول الحق وعدم الكذب.
- الرحمة، وهي الشفقة والعطف على الآخرين.
- الصبر، وهو تحمل الأذى وعدم الانتقام.
- الحياء، وهو الإحساس بالخجل من فعل القبيح.
- التواضع، وهو عدم التكبر والتعالي على الآخرين.
- العفو، وهو الصفح عن الذنب.
- الحلم، وهو عدم التسرع في رد الفعل.
وهذه الصفات كلها كانت موجودة في قلوب الأنبياء، وكانوا يتصفون بها في تعاملاتهم مع الناس، ومع بعضهم البعض. فكانوا عادلين في حكمهم، صادقين في أقوالهم وأفعالهم، رحماء بالضعفاء والمساكين، صابرين في مواجهة الشدائد، وحليمين في التعامل مع الآخرين.
ولقد كان حسن الخلق من أهم أسباب نجاح الأنبياء في دعوتهم إلى الله تعالى. فقد جذبهم خلقهم الحسن إلى الناس، وجعلهم يقبلون دعوتهم ويتبعون نهجهم.
ولذلك، فإن على كل مسلم أن يسعى إلى التحلي بحسن الخلق، وأن يجعله من أهم أهدافه في الحياة. فحسن الخلق هو سبيل إلى السعادة في الدنيا والآخرة.