في قصيدة نزار قباني "المآذن تبكي إذ تعانقني"، ترمز المآذن إلى دمشق، المدينة التي ولد فيها الشاعر وعاش فيها سنوات طويلة. وبكاء المآذن في هذه القصيدة هو تعبير عن حزنها على حال دمشق، المدينة التي عانت من الحروب والصراعات، والتي فقدت الكثير من أبنائها وتراثها.
وفيما يلي تفصيل للأسباب التي تجعل المآذن تبكي في القصيدة:
- الحزن على الدمار الذي حل بالمدينة: عانت دمشق من الحروب والصراعات على مر التاريخ، وقد خلفت هذه الحروب دماراً كبيراً في المدينة، دمر الكثير من المباني والآثار التاريخية، وقتل الكثير من السكان.
- الحزن على فراق الأحباء: فقدت دمشق الكثير من أبنائها في الحروب والصراعات، كما فقدت الكثير من أبنائها الذين هاجروا بحثاً عن حياة أفضل.
- الحزن على فقدان الهوية: عانت دمشق من التغير الثقافي والاجتماعي، فقدت الكثير من خصائصها العربية والإسلامية، وأصبحت أكثر غربية.
ولذلك، فإن القصيدة الدمشقية هي قصيدة حزينة، تعبر عن الحزن على حال دمشق، المدينة التي كانت في يوم من الأيام قبلة للحضارة والعلم.
وفيما يلي بعض الأمثلة من القصيدة التي توضح أسباب بكاء المآذن:
- "مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني ... و للمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ"
في هذه الأبيات، يشبه الشاعر المآذن بالأشجار، التي لها أرواح تشعر بالحزن. وهذا يعني أن المآذن تشعر بالحزن على ما حل بدمشق.
- "هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي ... فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟"
في هذه الأبيات، يعبر الشاعر عن حبه العميق لدمشق، فهو يعتبرها جذوره وقلبه ولغته. وهذا يعني أن حزن المآذن هو حزنه هو أيضاً.
- "فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّاحُ؟"
في هذه الأبيات، يسأل الشاعر عن مصير العروبة، التي تبدو في نظره مثل أرملة، حزينة على ما حل بها. وهذا يعني أن بكاء المآذن هو أيضاً بكاء على حال العروبة.
وهكذا، فإن قصيدة نزار قباني "المآذن تبكي إذ تعانقني" هي قصيدة حزينة، تعبر عن الحزن على حال دمشق، المدينة التي كانت في يوم من الأيام قبلة للحضارة والعلم.